رأي السفير سمير حسني مدير إدارة إفريقيا ومسئول ملف السودان بالجامعة العربية أن الصوت الأعلي في جنوب السودان يرجح كفة الانفصال عازيا ذلك إلي أن تنفيذ اتفاق السلام الشامل جري بصورة صراعية بين شريكي الحكم في السودان إذ إنه طوال ست سنوات مضت لم تكن العلاقات بين الشريكين تتسم بالهدوء والاستقرار الذي من شأنه أن يرجح خيار الوحدة. وقال الدبلوماسي العربي ل«روزاليوسف» إن الجامعة العربية تعمل لإجراء استفتاء تقرير مصير جنوب السودان في موعده وتحث شريكي الحكم علي ذلك، وأضاف مستدركا «لكن إذا جري تفاهم بين الطرفين علي تأجيل استفتاءي الجنوب وأبيي سنرحب بذلك خاصة أن هذا شأن يخص شريكي الحكم». وردا علي سؤال حول ما إذا كانت جهود الجامعة والدول العربية كافية لمنع الانفصال قال: «نحن نعمل والنتيجة سيحددها أصحاب المصلحة في الاستفتاء والجامعة ستحترم إرادة الناخبين»، وتابع: «في ظني أن الجامعة هي المنظمة الوحيدة التي عملت لجعل الوحدة خيارا جاذبا. وعن كيفية إجراء استفتاء الجنوب وأبيي في ظل عدم حسم القضايا الخلافية المتعلقة بالحدود قال إن الجامعة تعمل مع شريكي الحكم علي حل القضايا الخلافية وتأمين إجراء الاستفتاء بشفافية ونزاهة دون ممارسة ضغوط من أي جهة تطمح لوصول الشريكين إلي تفاهمات حتي في فترة ما بعد الاستفتاءين علي أن تكون هذه التفاهمات في إطار تكاملي يحفظ الأمن ويحقق الاستقرار. ورفض حسني الإجابة عن سؤال «هل فات وقت جعل الوحدة خيارا جاذبًا؟»، وقال، معلقا علي تصريحات بعض المسئولين السودانيين الذين ألمحوا إلي إمكانية عودة الحرب مجددا بين الشمال والجنوب: «نعمل علي التوصل لحل الخلافات وفي حالة إجراء الاستفتاء دون التوصل لهذا الحل نرجو ألا يكون الخيار هو الحرب وأن تكون الأولوية للسلام والاستقرار». وأوضح، ردا علي سؤال حول تأثير انفصال الجنوب علي المنطقة العربية ودول الجوار إذا جاء الخيار الناخب الجنوبي رافضا للوحدة مع الشمال، أن «كلا الخيارين، أي الوحدة والانفصال، لديه تحديات وله تداعيات علينا أن نتعامل معها فحتي الوحدة ربما يكون لها تداعيات من قبل قوي انفصالية في الجنوب يتوقع أن تعمل عكس خيار الناخب إذا أراد الوحدة وربما تكون هناك توترات عسكرية وسياسية وبالمثل الانفصال له تداعيات علي شمال وجنوب السودان وعلي دول الجوار»، «وشدد علي ضرورة أن يكون الجهد الدولي موحدا للحرص علي علاقات تكاملية بين الشمال والجنوب بغض لنظر عن نتيجة الاستفتاء». وعن موقف الجامعة في حال الانفصال ومدي إمكانية قبولها لجنوب السودان كعضو رقم 23، قال الدبلوماسي العربي إن هذا أمر سيادي يخص جنوب السودان لكن إذا أراد الجنوب أن يكون عضوا في الجامعة فأعتقد أن الجامعة ودولها سترحب بها حرصا علي علاقات حسن الجوار والتكاملية خاصة أن جنوب السودان سيكون جسرا للعلاقات مع إفريقيا. من ناحية أخري وحول إمكانية قبول الجامعة عضوية دول إفريقية مثل تشاد التي جعلت العربية لغتها الرسمية، قال حسني إنه إذا تقدمت تشاد بطلب رسمي للحصول علي عضوية الجامعة ففي تقديري أن الدول العربية سترحب بها لكون شروط العضوية تنطبق علي تشاد من زاوية الثقافة واللغة والمصالح المشتركة، مشيرا إلي أن هناك جهودا عربية وتشادية تبذل في هذا الإطار.