في وقت تقوم فيه الولاياتالمتحدة بسحب قواتها من العراق وتعزيز تواجدها بأفغانستان أتي الكشف عن 400 ألف وثيقة سرية للجيش الأمريكي حول حرب العراق، جددت الخلافات بين أنصار الحزبين الديمقراطي والجمهوري قبل أسابيع من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي وحكام الولايات. الوثائق التي كشفها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني المختص بتسريب الوثائق العسكرية- وجهت ضربة قد تكون قاصمة لرئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي وللحزب الجمهوري صاحب الأغلبية في عهد الرئيس السابق جورج بوش، فضلا عن اتهامها سوريا وإيران بالمساهمة فيما يمر بالعراق من ويلات. وقال جوليان اسانج مؤسس الموقع في مؤتمر صحفي أمس: إن الملفات المكشوفة تتحدث بالتفصيل عن «حمام الدم» في العراق، مضيفًا: إن الوثائق تكشف قيام الائتلاف الدولي المشارك في الحرب بممارسة التعذيب علي أسري عراقيين والتغاضي عن إعدامات ارتكبتها القوات العراقية، كما أن الوثائق توضح أن عددا كبيرا من جرائم الحرب كانت بحق أشخاص يحاولون الاستسلام، كاشفا عن أن إجمالي الضحايا تجاوز 285 ألف ضحية، بينهم 109 آلاف قتيل علي الأقل غالبيتهم من المدنيين، بينهم 15 ألف مدني لم يكشف عنهم من قبل. وترسم الوثائق صورة للمالكي علي اعتبار أنه شخص طائفي منحاز للشيعة بالقوة، كما تؤكد أنه قاد فرقًا عسكرية ممولة من إيران بهدف الضغط علي «السنة» التي يراها المالكي، حسب بيان للموقع، خطرا علي نفوذه وطائفته. وتصور الوثائق رئيس الوزراء العراقي وهو يقود فرق الاغتيالات والاعتقالات بحق السنة، وأشارت إلي دور للحرس الثوري الإيراني في تهريب السلاح لإمداد المنظمات والميليشيات الشيعية الموالية لها. وصفت الوثائق سوريا بأنها مصدر الأحزمة الناسفة وتدريب الانتحاريين وتسريبهم عبر الحدود. ودافع اسانج خلال المؤتمر الصحفي عن أسباب نشره هذه الوثائق في هذا التوقيت تحديدا بقوله: «في زمن الحرب تبدأ الهجومات علي الحقيقة قبل الحرب وتستمر بعدها». واتهم البنتاجون «وزارة الدفاع الأمريكية» ويكيليكس بتعريض حياة الجنود الأمريكيين وشركائهم للخطر بنشره هذه المعلومات بينما أدانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ما سمته أكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية، مؤكدة ضرره الكامل وتهديده لحياة الأمريكيين، ويعتقد مراقبون أن التسريب يأتي للتأثير علي انتخابات الكونجرس الأمريكي في ظل تراجع لشعبية الرئيس باراك أوباما خلال الفترة الأخيرة ومخاوف الحزب الديمقراطي من عودة الجمهوريين إلي سدة الرئاسة.