حسنت فعلت محطة NPR الأمريكية بطرد كبير معلقيها جوان وليامز الأربعاء الماضي أثر قيامه بالتحدث سلبًا عن المسلمين، في محطة فوكس التليفزيونية الأمريكية، وليامز كان قد قال أنه يشعر بالقلق والخوف والعصبية حين يكون علي متن الطائرة التي يرتادها أشخاص يرتدون زيا إسلاميا، من جانبها فإن المحطة أي NPR أو المحطة العامة وهي الأوسع انتشارًا والمماثلة للبرنامج العام لدينا مع الفارق إذ إنها مملوكة للمواطنين حيث تدعمها أموالهم وتبرعاتهم، اتخذت القرار بعد أقل من 48 ساعة علي تعليقات كبير معليقها السخيفة بحق المسلمين وذلك من واقع أنها محطة تعبر عن كافة الأمريكيين واستنادًا إلي سياسة أقرها دستور بلاد هي صنيعة مهاجرين قدموا من كافة أنحاء العالم ويعبرون عن كافة الثقافات ويعتنقون كافة الأديان، ويتمتعون بحرية العقيدة. وإذا كان هذا موقف محطة محترمة فالأمر لا يندرج بالضرورة علي الجميع هنا، فمحطة مثل فوكس نيوز والتي يمتلكها امبراطور الإعلام روبرت ميردوخ، والمعروفة بيمينيتها وتطرفها وانتماء أفكار صانعيها لتيار اليمين المسيحي الصهيوني لم تكف يومًا ولن تكف مثلها مثل معظم أبواق ميردوخ الإعلامية عن شحذ الرأي العام الأمريكي ضد الإسلام والمسلمين وهم الضحية الأساسية في الولاياتالمتحدة والغرب لتداعيات الحادي عشر من سبتمبر والحروب التي تلتها تحت ذات المبرر غير الواقعي وحيث أصبح الإسلام ومن ثم المسلمين مرادفاً للإرهاب وحتي مع مجيء رئيس كأوباما حاول انهاء بعض من تأثير هذا التيار ولكن عبثاً وإذا كان المسلمون في أمريكا مستمرين في محاولاتهم للصمود أمام هذا التيار إلا أن اللعبة السياسية في أمريكا والحرب علي الإسلام باعتباره وقود هذه اللعبة مستمرًا وغير متوقع أن تنتهي في القريب العاجل والتي تمثل فيه آلة ميردوخ الإعلامية بوق الدعاية الأساسية والمهم لهذه الحرب لذا أجدني مندهشة للغاية حين يهتم الترحيب وتمرير أمر شراكة ميردوخ مع شركة روتانا بصمت مريب ومهين لكل العرب بل ولكل المسلمين فحين يتشارك هذا الرجل في امتلاك مقدرات ثقافية لأمة بكاملها فهذه هي الكارثة، فلا يستطيع المرء أبدًا أن يهضم فكرة أن تستأثر شركة تتشارك مع هذا الرجل بتاريخ الموسيقي والفن والثقافة والفكر والسينما المصرية، ولا نستطيع أبدا أن نبتلع قصرا رداء البيزنس والشركات العابرة للقارات والمصالح المالية كعباءة نغطي بها علي قصور كبير ومذل تمثله هذه الشراكة.. لذا علي أول الأمر والمعنيين وحماة التراث نعني المصري علي الأقل أن يتحركوا، فكما هناك مثل هذه العباءة الكاذبة هناك أيضا عشرات من المبررات التي يمكن استخدامها لإزاحة إمبراطورية هذا الرجل بعيدا عن مقدراتنا الثقافية ومنها علي سبيل المثال لا الحصر مقاطعة الرأي العام المصري والعربي لإنتاج روتانا ومحطاتها في حال استمرت الشراكة وهو مبرر عملي ومفهوم غربيا ودوليا لأنه يعني الخسارة لرأس مال قائم علي المكسب، وحين يقدم الأمير وليد بن طلال علي مواجهة شريكه بهذا الواقع لن يستطيع الأخير سوي الانسحاب حسب أصول نفس السوق الذي سهل من قبل هذه الشراكة. إن الحرب علي الإسلام والمسلمين في أمريكا وفي الغرب علي وجه العموم مستمرة، ومؤججوها يدركون جيدا أنه طالما التزم الطرف الآخر - أي نحن - الصمت فمعناه إما ضعف أو استسلام أو عدم اهتمام علي أقل تقدير وسيستمرون في تأجيج حربهم لاهداف أخري سياسية واقتصادية فهنا علي سبيل المثال لا يكاد يمر أسبوع دون ضجة تلصق بالمسلمين الاتهام بالارهاب وتسارع امبراطورية ميردوخ الإعلامية بتلقفها والتطبيل لها لحين صناعة حدث آخر مماثل ويكن ما حدث قبل أيام عندما قامت الدنيا ولم تقعد وسيرت المظاهرات وحملات المقاطعة ضد أحد أكبر شركات الحساء المحفوظ، بسبب وهي قيام الشركة بإنتاج معلب يحتوي علي حساء به مكرونة علي شكل هلال شعار المسلمين وكان نتيجة ذلك أن قامت الشركة بالتأكيد علي أن المنتج يتم توزيعه في كندا فقط وانه ليس في نيتها توزيعه في انحاء الولاياتالمتحدة.. هل فهمنا شيئًا من هذه الصفعة.. اتمني. مديرة مكتب "روزاليوسف" في واشنطن