أتاحت لي رحلة الطائرة من شنجهاي إلي لندن أن أفكر في أشياء جديدة بالتركيز الذي لا يتاح لي بما فيه الكفاية في الأوضاع الحياتية العادية خارج هذا السجن الطائر من شنجهاي إلي لندن. كانت نظرية النسبية الخاصة والعامة هما أول ثورتين علي مفاهيم نظريات نيوتن والطبيعة الكلاسيكية. بالطبع كانت هناك نظرية مهمة جداً تفصل نيوتن عن اينشتين وهي نظريات المغناطيسية والكهرباء التي وضع أساسها التجريبي العالم الانجيليزي الذي لم يتعلم في أي جامعة وهو هيكل فاراداي ووضع الصيغة الرياضية النظرية لها العالم الاسكتلاندي كلارك مكسول، كان أينشتين متأثراً بأستاذه هرمان منكوفسكي الذي كان يطلق علي اينشتين أحيانا اسم «الكلب الكسلان» أقول كان تفكير أينشتين تفكيراً هندسياً، كلمة هندسة بالعربية لها معني آخر وهي ليست فقط الأشكال الهندسية، وإنما بناء الكباري والعمارات والطائرات إلخ. أنا أقصد هنا هندسة الأشكال مثل الدائرة القطع الزائد والخط والمكعب، لم يكن تفكير أينشتين تفكيراً عددياً أو تفكير جبرياً أي عن طريق علم الجبر، كان اينشتين متأثرا بنصيحة أستاذه منكوفسكي الذي يحب أن يري الأشكال الهندسية في خياله أولا لكي ينظِّر نظرياته الحقيقية، أنا أميل إلي ذلك أيضا.. بالإضافة إلي أنني أحب التفكير العددي عن طريق نظرية الأعداد بالإضافة إلي التفكير الجبري أو التحليلي. الإشكال الذي قابله اينشتين أن نظرية الكم لم يكن لها أي صياغة بشكل هندسي، إن نظرية الجاذبية أو ما يسمي بنظرية النسبية العامة لاينشتين يستنتج منها مثلا أن الجاذبية ما هي إلا «تكورن» الشكل الهندسي لزمان المكان أي الفراغ المحيط بنا بالإضافة إلي الزمان هو شكل متكور وهذا التكور هو ما نشعر به علي أنه جاذبية. علي النقيض لذلك نظرية مكيانيكا الكم تصاغ بدون أي شكل هندسي لزمان المكان.. ليس هذا فقط بل لم يكن في وسع أينشتين أو أي عالم للطبيعة في هذا الوقت أن يوفق بين نظرية الكم وأي شكل هندسي للفراغ المسمي زمان المكان، كان من الممكن لأينشتين أن يكتشف الأشكال الهندسية المناسبة لنظرية الكم لو أنه تقبل أعمال عالم الرياضة كارل منجه عن الهندسة الفركتالية التي كان أساسها أعمال جورج كنتور الذي استخدمه أنا بمنظوماته ولكن أينشتين لم يتقبل أفكار كارل منجه، كان علم الهندسة الفركتالية في هذا الوقت سابقاً للعصر وهذا ما سوف أشرحه غدا.