أكد الرئيس مبارك خلال كلمته أمام القمة العربية الإفريقية أمس أن مصر كانت علي الدوام جسرًا بين العالم الغربي وإفريقيا وكانت وستظل مخلصة لهويتها العربية الإفريقية التي أهلتها لاستضافة أول قمة عربية إفريقية. وأشاد الرئيس بالجهود التي تبذلها مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمانة العامة للجامعة العربية والتي أسفرت عن استراتيجية جديدة بالشراكة الإفريقية العربية تضع إطارًا للتعاون طويل المدي وخطة للعمل خلال الفترة من 2011 حتي 2016 وفقًا لأولويات محددة في مجالات السلم والأمن والتعاون الاقتصادي والمالي والتنمية الزراعية والأمن الغذائي بالإضافة لتعاون مماثل في المجالات الاجتماعية والثقافية وأكد الرئيس مبارك أن القضية الفلسطينية كانت وستظل نموذجًا حيا للتضامن العربي الإفريقي وأشار الرئيس إلي الجهود العربية الإفريقية المشتركة في تسوية النزاعات في السودان والصومال ومنطقة البحيرات العظمي محذرًا من محاولات تصوير أي نزاع علي أنه نزاع عربي إفريقي بالتغاضي عن مسبباته ودوافعه الحقيقية علي نحو ما حدث في دارفور. وفيما يلي نص كلمة الرئيس: الأخ الرئيس موثاريكا.. رئيس مالاوي ورئيس الاتحاد الإفريقي. القادة والزعماء رؤساء الدول والحكومات. السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية. السيد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. السيدات والسادة. يسعدني أن ألتقي بكم جميعًا علي أرض عربية وإفريقية.. نحمل لها ولقائدها- عربًا وأفارقة- مشاعر الاعتزاز والتقدير.. كما يسعدني أن أتوجه بالتحية والإشادة للأخ العزيز العقيد معمر القذافي وللشعب الليبي الشقيق.. لاستضافة هذه القمة المهمة. لقد طال انتظارنا نحن العرب والأفارقة لهذه القمة.. منذ انعقاد القمة الإفريقية العربية الأولي في القاهرة عام 1977 .. وبعد أن أرست تلك القمة طابعًا مؤسسيا.. ودشنت أطر وآليات التعاون بين شعوب القارة الإفريقية والمنطقة العربية.. تطلعًا لتحقيق المصالح المشتركة.. ولفتح آفاق جديدة لتعزيز التعاون بين الجانبين. كانت مصر سباقة في مبادرتها للدعوة للقمة الأولي.. منذ ثلاثة وثلاثين عامًا.. انطلاقًا من اقتناعها الراسخ بالروابط الجغرافية والتاريخية.. والسياسية والاقتصادية.. والقواسم الثقافية المشتركة.. فيما بين المنطقة العربية وإفريقيا.. فضلاً عن المسيرة الطويلة للتضامن معًا.. في الكفاح من أجل الاستقلال.. وللقضاء علي التفرقة العنصرية.. وما يجمعنا من وحدة الهدف والمصير.. علي طريق تحقيق النمو والتنمية والحياة الأفضل لشعوبنا. إن مصر عندما دعت للقمة العربية الإفريقية الأولي.. كانت - وسوف تظل- علي وعي بكل ذلك فجامعة الدول العربية تضم في عضويتها «تسع» دول إفريقية.. يمثل سكانها نحو «70%» من سكان العالم العربي ونحو «20%» من سكان إفريقيا.. وقد آن الأوان لتفعيل الشراكة فيما بيننا تحت مظلة الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.. تحقيقا لأولويات التعاون الإفريقي العربي المشترك.. ولكي نعوض الفرص التي أهدرت لتطوير هذه الشراكة وهذا التعاون.. طوال الأعوام الماضية. إننا في مصر عازمون علي بذل كل ما في وسعنا.. تحقيقا لهذا الهدف.. وملتزمون بمواصلة السعي إليه.. فلقد كانت مصر علي الدوام جسرًا بين العالم العربي وإفريقيا.. وكانت - وسوف تبقي- مخلصة لهويتها العربية الإفريقية.. التي أهلتها لاستضافة أول قمة عربية.. وأول قمة إفريقية.. وأول قمة مشتركة فيما بين الجانبين. القادة والزعماء لقد شهد العالم تحولات عديدة منذ انعقاد قمتنا الأولي في القاهرة.. وتنعقد قمتنا اليوم وسط تحديات صعبة.. في عالم مغاير يموج بالأزمات.. شهدت السنوات القليلة الماضية.. أزمة عالمية في أسعار الغذاء.. وأزمة مالية دخلت بالاقتصاد العالمي في ركود حاد.. لا نزال في مرحلة التعافي من تداعياته.. لا زلنا معا في مواجهة تهديدات تغير المناخ.. والتذبذب في أسعار الطاقة والسلع الأساسية والمواد الأولية.. وتراجع شروط التجارة في غير صالح الدول النامية.. وتعثر «جولة الدوحة» للمفاوضات متعددة الأطراف.. هذا فضلاً عما نواجهه من النزاعات وبؤر التوتر وعوامل زعزعة الاستقرار.. في إفريقيا والعالم العربي. إن هذه الأزمات والتحديات.. تفرض علينا دفع التعاون فيما بيننا إلي الأمام بتفعيل الآليات والهياكل المؤسسية التي أرسيناها معا.. في قمة القاهرة عام 1977 كما تفرض علينا المزيد من تنسيق المواقف وتعزيز التعاون العربي الإفريقي علي الساحة الدولية.. إنني أتطلع مخلصًا إلي تطوير هذا التعاون ودعم آلياته.. ليصبح - بحق- شراكة إفريقية عربية فاعلة.. وفقا لاستراتيجية شاملة.. وخطة عمل محددة.. وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه.. تحقق لنا جميعًا المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.. وتعزز التعاون بين الجانبين في شتي المجالات. وفي هذا الإطار.. فإنني أعبر عن الإشادة والتقدير.. للجهود التي بذلتها مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.. للإعداد لانعقاد قمتنا اليوم.. وهي جهود أسفرت عن استراتيجية جديدة للشراكة الإفريقية العربية.. تضع إطارًا للتعاون طويل المدي.. وخطة للعمل خلال الفترة «2011-2016».. وفقاًلأولويات محددة في مجالات السلم والأمن.. والتعاون الاقتصادي والمالي.. والتنمية الزراعية والأمن الغذائي.. فضلاً عن تعاون مماثل في المجالات الاجتماعية والثقافية.. مما يرسي أساسًا متينًا لهذه الشراكة.. يحقق طموحنا.. ويرقي لمستوي ما نمتلكه من إمكانات.. في العالم العربي وإفريقيا. - القادة والزعماء الأفارقة والعرب.. - السيدات والسادة إننا نعي العلاقة العضوية المهمة بين السلم والأمن من جهة.. وتحقيق النمو المتواصل والتنمية الشاملة.. من جهة ثانية.. ونحن في إفريقيا والعالم العربي.. لا نزال في سعي دائم لتحقيق السلام والأمن والاستقرار.. كجزء لا يتجزأ من سعينا نحو الحياة الأفضل لشعوبنا. كانت القضية الفلسطينية- وسوف تظل- نموذجًا حيا للتضامن العربي الإفريقي- فلقد وقفت أفريقيا- ولا تزال- إلي جانب المواقف والحقوق الفلسطينية والعربية.. دعمًا للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة.. بما في ذلك حقه في التخلص من الاحتلال.. وإقامة دولته المستقلة.. وعاصمتها القدسالشرقية. وهنا في إفريقيا.. تتواصل جهودنا المشتركة لتسوية نزاعات مؤسفة.. تستنزف ثروات القارة وأرواح أبنائها.. في السودان والصومال.. وفي منطقة البحيرات العظمي وجزر القمر.. إنني أتوجه بالتحية للجهود المشتركة للاتحادد الإفريقي وجامعة الدول العربية.. لاحتواء النزاعات التي تقع في أراضٍ عربية إفريقية كما أحذر- في ذات الوقت- من محاولات تصوير أي نزاع علي أنه نزاع عربي إفريقي.. بالتغاضي عن مسبباته ودوافعه الحقيقية.. علي نحو ما حدث في «دارفور». إن تعزيز الشراكة الإفريقية العربية.. هو طريقنا للتعامل مع قضايا السلم والأمن.. وقضايا التنمية.. نتطلع للمزيد من التشاور والتنسيق السياسي.. دعمًا لمواقف بعضنا البعض في المحافل الإقليمية والدولية.. وللمزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة.. وللمزيد من الاستثمار في قطاعات عديدة.. مثل التعدين.. والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعي.. ومشروعات الطاقة.. وتطوير إدارة الموارد المائية.. والرعاية الصحية.. والتدريب وبناء الكوادر والقدرات.. وغير ذلك من المجالات ذات الأولوية. إنني إذ أسلم رئاسة القمة الإفريقية العربية لأخي العزيز معمر القذافي.. قائد الثورة الليبية.. أثق كل الثقة إننا نخطو في هذه القمة الثانية.. خطوات مهمة علي الطريق.. نعتمد معًا استراتيجية شاملة للشراكة.. وخطة عمل محددة للتعاون فيما بيننا.. يدفعنا إلي الأمام التزام سياسي علي مستوي القادة والزعماء.. ويتعين أن نمضي معًا- يدا بيد- لنضع الشراكة بين إفريقيا والعالم العربي.. علي مسار جديد.