سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس مبارك أمام القمة المشتركة في سرت : مصر كانت علي الدوام جسراً بين العالم العربي وإفريقيا لا نزال في سعي دائم لتحقيق السلام والاستقرار..وحياة أفضل لشعوبنا الأزمات والتحديات تفرض علينا دفع التعاون بتفعيل الآليات والهياكل المؤسسية
أكد الرئيس حسني مبارك ضرورة تعزيز الشراكة بين القارة السمراء والعالم العربي وذلك تحت مظلة الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية. لدعم مواقف بعضهما البعض في المحافل الإقليمية والدولية وتحقيق المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. قال مبارك - في كلمته أمام القمة الأفريقية العربية الثانية بمدينة سرت-: إن مصر عازمة علي بذل كل ما في وسعها من أجل تحقيق هذا الهدف. وأنها كانت علي الدوام جسرا بين العالم العربي وإفريقيا وكانت وسوف تبقي مخلصة لهويتها العربية الأفريقية التي أهلتها لاستضافة أول قمة عربية وأول قمة أفريقية وأول قمة مشتركة فيما بين الجانبين. أشار إلي أن الأزمات والتحديات التي تواجه إفريقيا والعالم العربي تتطلب تفعيل الآليات والهياكل المؤسسية التي تم إرساؤها في قمة القاهرة عام 1977وتنسيق المواقف وتعزيز التعاون العربي الإفريقي علي الساحة الدولية. وأشاد الرئيس في هذا الصدد بالجهود المشتركة للاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية لاحتواء النزاعات التي تقع في أراض عربية أفريقية. فيما حذر في الوقت نفسه من محاولات تصوير أي نزاع علي أنه نزاع عربي- إفريقي بالتغاضي عن مسبباته ودوافعه الحقيقية علي نحو ما حدث في دارفور. ونوه مبارك بأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال نموذجا حيا للتضامن العربي الأفريقي. حيث وقفت إفريقيا ولاتزال إلي جانب المواقف والحقوق الفلسطينية والعربية دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في التخلص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وفيما يلي نص كلمة الرئيس.. الأخ العقيد معمر القذافي..قائد الثورة الليبية ورئيس القمة.. القادة والزعماء رؤساء الدول والحكومات.. السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية.. السيد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. السيدات والسادة.. يسعدني أن ألتقي بكم جميعا علي أرض عربية وأفريقية.. نحمل لها ولقائدها - عربا وأفارقة - مشاعر الاعتزاز والتقدير. كما يسعدني أن أتوجه بالتحية والإشادة للأخ العزيز العقيد معمر القذافي وللشعب الليبي الشقيق.. لاستضافة هذه القمة الهامة. لقد طال انتظارنا نحن العرب والأفارقة لهذه القمة.. منذ انعقاد القمة الإفريقية العربية الأولي في القاهرة عام 1977.. وبعد أن أرست تلك القمة طابعا مؤسسيا.. ودشنت أطراً وآليات التعاون بين شعوب القارة الأفريقية والمنطقة العربية.. تطلعا لتحقيق المصالح المشتركة.. ولفتح آفاق جديدة لتعزيز التعاون بين الجانبين. كانت مصر سباقة في مبادرتها للدعوة للقمة الأولي.. منذ ثلاثة وثلاثين عاما.. انطلاقا من اقتناعها الراسخ بالروابط الجغرافية والتاريخية.. والسياسية والاقتصادية.. والقواسم الثقافية المشتركة فيما بين المنطقة العربية وإفريقيا.. فضلا عن المسيرة الطويلة للتضامن معا في الكفاح من أجل الاستقلال.. وللقضاء علي التفرقة العنصرية.. وما يجمعنا من وحدة الهدف والمصير علي طريق تحقيق النمو والتنمية والحياة الأفضل لشعوبنا. إن مصر عندما دعت للقمة العربية الأفريقية الأولي كانت - وسوف تظل - علي وعي بكل ذلك. فجامعة الدول العربية تضم في عضويتها تسع دول أفريقية يمثل سكانها نحو 70% من سكان العالم العربي ونحو 20% من سكان إفريقيا وقد آن الآوان لتفعيل الشراكة فيما بيننا تحت مظلة الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية تحقيقا لأولويات التعاون الأفريقي العربي المشترك.. ولكي نعوض الفرص التي أهدرت لتطوير هذه الشراكة وهذا التعاون طوال الأعوام الماضية. إننا في مصر عازمون علي بذل كل ما في وسعنا تحقيقا لهذا الهدف.. وملتزمون بمواصلة السعي إليه.. فلقد كانت مصر علي الدوام جسرا بين العالم العربي وإفريقيا.. وكانت - وسوف تبقي - مخلصة لهويتها العربية الأفريقية.. التي أهلتها لاستضافة أول قمة عربية.. وأول قمة أفريقية.. وأول قمة مشتركة فيما بين الجانبين. القادة والزعماء.. لقد شهد العالم تحولات عديدة منذ انعقاد قمتنا الأولي في القاهرة.. وتنعقد قمتنا اليوم وسط تحديات صعبة في عالم مغاير يموج بالأزمات.. شهدت السنوات القليلة الماضية..أزمة عالمية في أسعار الغذاء.. وأزمة مالية دخلت بالاقتصاد العالمي في ركود حاد.. لا نزال في مرحلة التعافي من تداعياته مازلنا معا في مواجهة تهديدات تغير المناخ.. والتذبذب في أسعار الطاقة والسلع الأساسية والمواد الأولية..وتراجع شروط التجارة في غير صالح الدول النامية..وتعثر "جولة الدوحة" للمفاوضات متعددة الأطراف هذا فضلا عما نواجهه من النزاعات وبؤر التوتر وعوامل زعزعة الاستقرار في إفريقيا والعالم العربي. إن هذه الأزمات والتحديات تفرض علينا دفع التعاون فيما بيننا إلي الأمام بتفعيل الآليات والهياكل المؤسسية التي أرسيناها معا في قمة القاهرة عام 1977..كما تفرض علينا المزيد من تنسيق المواقف وتعزيز التعاون العربي الأفريقي علي الساحة الدولية. إنني أتطلع مخلصا إلي تطوير هذا التعاون ودعم آلياته ليصبح - بحق- شراكة أفريقية عربية فاعلة وفقا لإستراتيجية شاملة وخطة عمل محددة وآليات للتنفيذ في إطار زمني متفق عليه..تحقق لنا جميعا المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة..وتعزز التعاون بين الجانبين في شتي المجالات. وفي هذا الإطار فإنني أعبر عن الإشادة والتقدير للجهود التي بذلتها مفوضية الاتحاد الأفريقي والأمانة العامة لجامعة الدول العربية للإعداد لانعقاد قمتنا العربية الإفريقية وهي جهود أسفرت عن إستراتيجية جديدة للشراكة الأفريقية العربية تضع إطارا للتعاون طويل المدي وخطة للعمل خلال الفترة "2011-2016" وفقا لأولويات محددة في مجالات السلم والأمن والتعاون الاقتصادي والمالي والتنمية الزراعية والأمن الغذائي فضلا عن تعاون مماثل في المجالات الاجتماعية والثقافية مما يرسي أساسا متينا لهذه الشراكة يحقق طموحنا ويرقي لمستوي ما نمتلكه من إمكانيات في العالم العربي وإفريقيا. القادة والزعماء الأفارقة والعرب.. السيدات والسادة.. إننا نعي العلاقة العضوية الهامة بين السلم والأمن من جهة.. وتحقيق النمو المتواصل والتنمية الشاملة.. من جهة ثانية.. ونحن في إفريقيا والعالم العربي.. لانزال في سعي دائم لتحقيق السلام والأمن والاستقرار..كجزء لا يتجزأ من سعينا نحو الحياة الأفضل لشعوبنا. كانت القضية الفلسطينية- وسوف تظل - نموذجا حيا للتضامن العربي الأفريقي.. فلقد وقفت إفريقيا - ولاتزال - إلي جانب المواقف والحقوق الفلسطينية والعربية.. دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة بما في ذلك حقه في التخلص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وهنا في إفريقيا تتواصل جهودنا المشتركة لتسوية نزاعات مؤسفة.. تستنزف ثروات القارة وأرواح أبنائها في السودان والصومال وفي منطقة البحيرات العظمي وجزر القمر.. إنني أتوجه بالتحية للجهود المشتركة للاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية لاحتواء النزاعات التي تقع في أراض عربية أفريقية.. كما أحذر - في ذات الوقت - من محاولات تصوير أي نزاع علي أنه نزاع عربي أفريقي بالتغاضي عن مسبباته ودوافعه الحقيقية علي نحو ما حدث في "دارفور". إن تعزيز الشراكة الأفريقية العربية.. هو طريقنا للتعامل مع قضايا السلم والأمن.. وقضايا التنمية. نتطلع للمزيد من التشاور والتنسيق السياسي دعما لمواقف بعضنا البعض في المحافل الإقليمية والدولية وللمزيد من التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة وللمزيد من الاستثمار في قطاعات عديدة.. مثل التعدين.. والتنمية الزراعية والتصنيع الزراعي..ومشروعات الطاقة..وتطوير إدارة الموارد المائية والرعاية الصحية.. والتدريب وبناء الكوادر والقدرات.. وغير ذلك من المجالات ذات الأولوية. إنني إذ أسلم رئاسة القمة الأفريقية العربية لأخي العزيز معمر القذافي قائد الثورة الليبية أثق كل الثقة أننا نخطو في هذه القمة الثانية خطوات هامة علي الطريق.. نعتمد معا إستراتيجية شاملة للشراكة وخطة عمل محددة للتعاون فيما بيننا يدفعنا إلي الأمام التزام سياسي علي مستوي القادة والزعماء.. ويتعين أن نمضي معا - يدا بيد - لنضع الشراكة بين إفريقيا والعالم العربي.. علي مسار جديد. لكم جميعا تقديري وتمنياتي.. أشكركم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..