في العدد الأخير من جريدة (الفجر) بتاريخ 11 أكتوبر (أي بتاريخ الغد.. رغم أنها نزلت إلي الأسواق يوم الخميس 7 أكتوبر الماضي).. تضمنت جريدة (الفجر) العديد من الموضوعات التي تستحق التوقف أمامها، وعلي سبيل المثال: اعتذار لعلاء مبارك وزوجته عن خبر نشر في العدد السابق لهذا العدد عن انتظار الرئيس حسني مبارك ونجله وزوجته لخبر سعيد، وهو خبر مختلق لا يمت للحقيقة بصلة. وهو ما جعل رئيس تحرير (الفجر) يعتذر ويعبر عن ألمه النفسي لما حدث. وأسأل رئيس تحرير (الفجر): تري كم مرة قامت جريدة (الفجر) بهذا الفعل مع الكثيرين بدون أن تعتذر.. وبدون أن يشعر رئيس تحريرها بألم نفسي لما ارتكبته جريدته؟. الطريف أن تعليق رئيس التحرير الذي اعترف بالخطأ واعتذر عنه.. عاد عنه في مضمون الموضوع ليعمم المشكلة، ويعتبرها مشكلة الصحافة المصرية.. رغم أنه واحد من أهم رواد انتشار تلك الحالة الصحفية. لا يمكن أن يترك عادل حمودة (رئيس تحرير الفجر) شريكته في خدمة الإثارة الصحفية (صوت الأمة) بدون أن يدعمها ويساندها من خلال نشر تقرير (استباقي) لمحاولة إبطال صفقة يتم التفاوض عليها لبيع جريدة (صوت الأمة) لكي لا تبقي (الفجر) وحيدة بعد استبعاد إبراهيم عيسي من جريدة (الدستور). وهو الأمر الذي جعله ينشر تقريرا كاملا عن ما حدث بجريدة (الدستور) تحت عنوان رئيسي (بعد انقلاب الدستور.. رجال أعمال يعرضون شراء صوت الأمة). والطريف أنه استخدم اسم (صوت الأمة) في العنوان رغم أن ما جاء عنها في التقرير الذي نشر علي نصف صفحة كاملة لا يتجاوز 6 أسطر. وهو لهدف معلوم لمن يقرأ رغم محاولة التضليل حوله. العجيب في جريدة (الفجر).. أنها تناقش قضايا حيوية هامة بسذاجة لا مثيل لها.. مثل ما نشرته تحت عنوان (اعتزل يا قداسة البابا..)، وهو موضوع طائفي غير محايد لأنه يروج لكلام محمد سليم العوا ومحمد عمارة وأبو إسلام أحمد عبد الله من تحميل البابا شنودة الثالث وحده مسئولية الفتنة الطائفية.. وكأنه يعيش في الفضاء الخارجي وحده. رغم أن واقع الأمر يؤكد علي أنها مسئولية مشتركة للكنيسة وللأزهر وللأحزاب ومن قبلهم جميعاً للدولة المصرية. بالمناسبة، حذرني.. بعض الأصدقاء من التعليق علي ما تنشره جريدة (الفجر).. لعدة أسباب يأتي في مقدمتها أسلوب تعامل الجريدة مع المختلفين معها خاصة ممن برع في ترسيخ مفهوم صحافة الإثارة في الخفاء.. رغم هجومه عليها في العلن وفي الأروقة الأكاديمية. ولكن الدور الذي تقوم به جريدة (الفجر) مع نظيرتها جريدة (صوت الأمة) هو نموذج متخصص في تأجيج المناخ الطائفي. ويكفي العودة للعدد الماضي من (صوت الأمة) بتاريخ 9 أكتوبر، والتي نشرت فيه تقريراً عنوانه (رامي لكح الكاثوليكي يواجه خالد الأسيوطي الأرثوذكسي في معركة الأزبكية).. وهو ما لا يحتاج إلي تعليق بقدر ما يحتاج إلي التأمل والتحليل حول هدف الجريدة الحقيقي.