أعلنت نيابة ستراسبورج الفرنسية أنه ستتم محاكمة شخص يبلغ من العمر 30 عاما ويعمل مخرجا بتهمة بث مقطع علي شبكة الإنترنت يقوم فيه بحرق نسخة من القرآن الكريم والتبول علي رمادها، ومن المقرر أن يمثل قريبا أمام محكمة جنح ستراسبورج بشرق فرنسا بتهمة الحث علي الكراهية والعنصرية. وأشارت النيابة إلي أنه تم بالفعل استجواب المتهم بعدما أثار هذا المقطع غضب الجالية المسلمة في مدينة ستراسبورج، وقام عبد العزيز شكري المفوض العام لمسجد ستراسبورج الكبير بتقديم بلاغ للسلطات. ومن جانبه، أعرب المجلس الفرنسي للدين الإسلامي عن استنكاره لهذا العمل الذي يمثل انحرافا وحضا علي الكراهية وهدم التسامح والفرقة والاحتقار الكامل لقيم الجمهورية الفرنسية، وأشار المجلس إلي أنه سيقوم بتقديم شكوي ضد هذا المخرج الذي أقدم علي هذا العمل. مضيفا أنه تلقي خلال الفترة الأخيرة خطابات تتضمن إهانات وشتائم تحتوي علي صور لتدنيس القرآن الكريم داعيا المسلمين إلي توخي الحذر ومواجهة هذه السلسلة من التحريض ضدهم بأكبر قدر من الهدوء. من ناحية أخري، ما زال الجدل محتدما حول خطاب الرئيس الألماني كريستيان فولف الذي ألقاه الأحد الماضي في الذكري العشرين لإعادة توحيد شطري ألمانيا، حيث قوبلت بعض العبارات التي تحدث فيها عن الإسلام بمشاعر متناقضة ما بين الانتقادات والترحيب من قبل العديد من الأوساط السياسية الدينية والاجتماعية في البلاد، حيث قال فولف خلال خطابه إن ألمانيا لها تاريخ "مسيحي يهودي" لكن الإسلام أصبح أيضا جزءا من ألمانيا اليوم. وكشف استطلاع للرأي أجري بتكليف من صحيفة "بيلد" الألمانية الصادرة أمس أن 66% من الألمان يرون أن الإسلام ليس جزءًا من ألمانيا، بينما اتفق 24% فقط من الذين شملهم الاستطلاع مع ما قاله فولف. وجاء في تقرير الصحيفة أن العديد من المواطنين أرسلوا للرئيس خطابات خلال الأيام الماضية تضمن جزء منها انتقادات للعبارات التي تحدث فيها عن الإسلام. ومن جانبها، دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عما ورد في خطاب الرئيس عن الإسلام في الوقت الذي طالبت فيه بمزيد من الاعتراف بالمسيحية. وخلال جلسة لأعضاء الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي المنتمية إليه ميركل نقل بعض الحاضرين عن المستشارة الألمانية أمس الأول إشارتها لهذه الجملة التي وردت في خطاب الرئيس مع تأكيدها بأن ذلك لا يعني أن الإسلام هو "أساس للذات الثقافية لألمانيا". ومن جانبه، قال فولفجانج بوسباخ رئيس لجنة شئون الداخلية في البرلمان الألماني المنتمي إلي الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة ميركل في تصريحات لصحيفة "بيلد" الصادرة أمس "رغم أن الإسلام أصبح الآن جزءا من واقع الحياة في ألمانيا لكن التقاليد المسيحية اليهودية هي التي تنتمي إلينا".