يمكن أن يكون لحرية التعبير وجها قبيحا أحيانا إلى حد إيذاء المشاعر وانتهاك حرمة ما هو مقدس، فبعد رسوم الكاريكاتير المسيئة للرسول محمد التي نشرها صحفي دينماركي منذ عامين تقريبا وتناقلتها عنه العديد من الصحف، نددت الجالية المسلمة في ستراسبورج شرق فرنسا الاثنين، بشريط فيديو بث على الانترنت يظهر فيه رجل وهو يحرق صفحة من المصحف "باسم الحرية" ويتبول على رمادها. وفي هذا الفيلم السيء النوعية- كما وصفته وكالة الأنباء الفرنسية- والذي يستغرق عرضه نحو الساعة يقوم رجل أولا بقطع صفحة من المصحف ليصنع منها طائرة ورقية يطلقها على كوبين زجاجيين يفترض انهما يمثلان برجي مركز التجارة العالمي (وورلد تريد سنتر)، ثم يقوم بحرق هذه الصفحة بعد غمسها بالكحول قبل ان يطفىء النار بالتبول عليها في طبق عميق. والرجل الذي يظهر مكشوف الوجه في بداية الفيديو ويعلن هويته يقيم في مدينة بيشهايم التابعة لدائرة ستراسبورج وفقا للعنوان المكتوب على رسالة التقديم، وقد استجوبته الشرطة الاثنين وفقا للنيابة. وقال عبد العزيز شكري المندوب العام لمسجد ستراسبورج الكبير الذي عثر على الفيديو وابلغ السلطات بأمره بعد ان اجرى نقاشا مع الرجل "اذا لم نتحرك فاننا نسمح بذلك للناس بحرق كتاب مقدس". وصرح شكري لوكالة الأنباء الفرنسية "قال لي الرجل نحن في فرنسا ويمكن أن نحرق كتابا عن الدب الصغير ويني أو القران" مضيفا أن الرجل قال إنه يتصرف باسم "حرية التعبير" وقال شكري "يبدو أنه لا يدرك أبعاد تصرفه هذا"، مضيفا ان الرجل نفسه سبق أن تهجم في كليبات سابقة على اليهود وعلى الغجر الرحل. وبعد ظهر الاثنين سحب الفيلم من موقعي "ديليموشن" و"يوتيوب" الرئيسيين لتشارك أشرطة الفيديو عبر الانترنت. وفي مطلع ايلول/سبتمبر الماضي أثار إعلان قس امريكي عزمه على حرق المصحف احتجاجا على بناء مركز اسلامي بالقرب من موقع جراوند زيرو تحذيرات من قادة العالم وتظاهرات في العديد من الدول الاسلامية بحيث عدل القس في النهاية عن مشروعه هذا.