بمشاركة بعض أعضاء المجلس المصري للشئون الخارجية عقد الأسبوع الماضي بالعاصمة الصينية بكين ملتقي للحوار العربي الصيني أكد بيانه الختامي أن القوي العالمية لابد أن تزاحم الولاياتالمتحدة للحيلولة دون هيمنتها علي الشرق الأوسط. السفير محمد نعمان جلال مساعد وزير الخارجية سابقًا وسفير مصر الأسبق لدي الصين حاضر خلال المنتدي وأكد أن أزمات المنطقة مرتبطة بالإطار الدولي العام ومن ثم فهي تهدد الأمن العالمي وتحتاج لمعالجة شجاعة وجريئة وغير تقليدية، مشيرًا إلي أن القوي الكبري في العالم تركت الشرق الأوسط للهيمنة الأمريكية لاحتكار القرار السياسي. وأضاف الخبير الدولي.. أنه للأسف أن هذه القوي العظمي المهيمنة ليست محايدة، وخاصة في أزمات الشرق الأوسط، وخاضعة لتأثير جماعات الضغط الداخلية وهو ما يبرر ما تقدمه من مساعدات متنوعة لإسرائيل وحمايتها سياسيًا مهمًا كانت تصرفاتها متعارضة مع القانون الدولي. وحول الوضع في أفريقيا قال السفير نعمان جلال بأن هناك تسابقا دوليا نحوها وباتت مشاكلها الاقتصادية ذات أولوية وحذر من تداعيات الموقف الأمريكي تجاه السودان وخطورة انتخابات السودان واستفتاء يناير 2011، وأشار إلي أن الصين وبعدها الهند سبقتا أوروبا وأمريكا نحو أفريقيا لما بها من ثروات طبيعية. وعن رؤيته للقضية الفلسطينية أوضح «جلال» أن استمرار التعنت الإسرائيلي الرافض للسلام ناتج عن عدم قيام الإدارة الأمريكية بدورها وقيام أمريكا أيضًا بحماية إسرائيل في مجلس الأمن وهو ما يجعل الأول خصمًا للعرب لا حكمًا بعد تخليها عمليًا عن دور الشريك النزيه والمحايد خاصة في ظل كيلها بأكثر من مكيال في ملف الانتشار النووي بين إيران المحتمل امتلاكها سلاحا نوويا وإسرائيل المؤكد حيازتها الرؤوس النووية الأمر الذي يعزز من تنبؤاتنا بتفكك معاهدة منع الانتشار، وحمل جلال الولاياتالمتحدة مسئولية تأزم المفاوضات المباشرة. وعن الدور الإيراني في المنطقة قال «جلال» إنه تزايد في الإطار الخليجي خاصة نتيجة أخطاء السياسة الأمريكية وعنف النظام الأيديولوجي الإيراني وقمع معارضيه في طهران خاصة منذ الانتخابات الرئاسية في يونيو 2009 بما قد يؤدي إلي ظاهرة سياسية معروفة وهي أن الثورة تأكل أبناءها.