يبدو د.محمود السقا، عضو الهيئة العليا والمستشار القانوني لرئيس حزب الوفد وكأنه يتحدث في مكان غير الذي أراد فالرجل قيادي بحزب ليبرالي، أغلب أعضائه يؤمنون بمبادئ «الدولة المدنية»، لكنه في المقابل يحدثك عن «الدولة الإسلامية».. يرفع حزبه شعار «الهلال والصليب»، لكنه يرفض تولي «قبطي» رئاسة الجمهورية! وفي الفترة الأخيرة بات الدكتور السقا محلا للعديد من المناقشات داخل طرقات «بولس حنا»، بعد ما تردد بقوة عن أنه سوف يكون حلقة الوصل للتنسيق بين الإخوان والوفد خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة بعد لقائه مرشد الجماعة نهاية رمضان الماضي، الذي حمله رسالة عتاب للبدوي، نقلها بالتبعية إلي رئيس الحزب الجديد، إذ إن «السقا» متحالف قوي مع الجماعة في كل انتخابات تشهدها نقابلة المحامين. وكان لنا معه هذا الحوار: بداية لماذا أعلنت عزمك الترشح بدائرة الدقي بدلا عن دائرة العجوزة التي خضت عنها الانتخابات في 2005؟ - أنا من ساكني الدقي منذ أن كنت وكيلا للنائب العام.. وأعرف أهلها جيدا، إلا أن فكرة الترشح بها كانت غائبة عن تفكيري حتي أني ترشحت في السابق بدائرة الخليفة رغم أنها ليست منطقتي، ورغم ذلك حققت شعبية كبيرة. وكيف تترك دائرتك لتترشح داخل دائرة لا تعلم عنها شيئًا؟ - ترشحي بالخليفة لم يكن اختياريا، وإنما كان وفق ما طلبه مني فؤاد باشا سراج الدين زعيم الحزب وكان أملي في حصد المقعد عن هذه الدائرة كبيرًا نظرا لما حققته من شعبية بين أبناء الدائرة، فضلا عن أني أعشق الروحانيات الدينية، خاصة أن المنطقة تمتلئ بمساجد لأولياء الله الصالحين، وكنت أتمني استثمار هذه الأجواء في تأسيس جامعة إسلامية! ولكن وفق ما تم الكشف عنه مؤخرا فإن ترشيحك بدائرة الدقي يأتي وفق ترتيبات خاصة مع قيادات مكتب إرشاد جماعة الإخوان؟ - لا يوجد أي ترتيب انتخابي خاص مع الإخوان غير أني التقيت عددًا من قياداتهم أثناء وجودي بحفل الإفطار الذي نظمته الجماعة في رمضان الماضي.. ورأيي حيال الجماعة يجب أن يلتزم بموقف الحزب وإن كانت وجهة نظري الشخصية مختلفة. وما وجهة نظرك الشخصية؟ - بصفه شخصية «أحب الإخوان» وضد تسميتهم بالجماعة المحظورة فهي جماعة قائمة ولها أسس تنظيمية جيدة، فضلاً عن أني تعاملت معهم كثيرا داخل نقابة المحامين من خلال القضايا التي أسندوها لي وأتمني أن أكون عند حسن ظن الجماعة لأني قادر علي تمثيل الأمة كلها تحت قبة البرلمان. وهل يعني هذا أنك لم تنقل لرئيس الحزب غضب مرشد الجماعة من تحركاته المكثفة؟ - لم أتكلم مع البدوي في أي أمور من هذا النوع، كما أني من الصادقين، لكن أتمني أن يعايش الحزب معي حبي للإخوان! وما مبررات حبك للإخوان؟ - هذه الجماعة لها وجود محسوس في المجتمع كما أن لهم مواقف في عمل الخير وحينما كنت طالبا بالثانوي كان لدي ابن خالي عمر عبدالرءوف الذي استشهد علي أرض فلسطين وهو شاب وكان من الإخوان. وكان لدي ابن عمتي علي محمد بندراي من أعضاء الجماعة، وكنت أري فيهما تميزًا. ولكن هذه الجماعة تعمل في إطار خارج عن الشرعية؟ - لا يوجد قانون يمنع الإخوان من ممارسة السياسة حتي أنه قديما أصدر الملك فاروق مرسوما ملكيا بأحقية الجماعة في ممارسة عملها. ولكنهم ليسوا حزبا شرعيا؟ - ليس بالضرورة أن يكون كل من يعمل بالعمل العام حزبيا فالسياسة لها عمق ومعان فعلية وليست شكلية. وما رأيك في الانتخابات المقبلة؟ - أعتقد أن هذه الانتخابات ستكون بحق حرة ونزيهة. ولكن جماعة الإخوان تزعم حتمية تزوير الدولة لهذه المعركة الانتخابية؟ - لن أجيب نيابة عن أحد لكن لا أعتقد ذلك فتحركات الرئيس وتصريحاته تؤكد شفافية المعركة. وهل تثق في أن الجماعة سوف تدعمك انتخابياً؟ - هذا الأمر متروك لهم غير أني أثق في أنهم سيقفون إلي جواري وأتمني أن يعطوني أصواتهم ويساندوني لأني أعطيتهم الكثير. وما تقييمك للموقف الحالي قبل أقل من 8 أسابيع علي الانتخابات التشريعية؟ - نحن في لحظة الهدوء الذي يسبق العاصفة وبعد أيام سيحدد الوفد الأسماء التي سيخوض بها الانتخابات وتبدأ المعركة الحقيقية. المواجهة هذه المرة وفق أغلب التقديرات ستكون ضد د.آمال عثمان هل تخشي المواجهة معها؟ - هذه السيدة قادرة علي أن تهزم أي أحد.. وأحد مصدر قوتها هو دعم الحزب الوطني لها غير أني أثق في قدراتي . وما رأيك حول وجود تنسيق أو صفقة خاصة بالوفد والإخوان؟ - أرفض مصطلح الصفقة لأن مثل هذه الأمور أوهام ومضيعة للوقت وبالتالي هذه الأمور ليست موجودة.. وشخصياً إذا طلب مني التنسيق مع الإخوان سأوافق. مؤخراً ثار جدلاً حول علمانية الحزب من عدمه في رأيك كيف تنظر للمسألة؟ - أنا ضد التعريفات ولا أعتقد أن أحدًا من هؤلاء يعلم معني العلمانية ولا أقول مثلهم فالوفد حزب ليبرالي شعبيا يلتقي بالجماهير ويتفاعل معهم. وفقا لرؤيتك هذه ما رأيك في ترشح قبطي لرئاسة الجمهورية.. وهي المسألة التي أثارت جدلاً واسعاً عندما طرحتها.. سعاد صالح؟ - ولماذا يحكمها رئيس «قبطي» هل هذا لعدم وجود رئيس «مسلم» والأمر يحال للدستور وأعتقد من الصعب تصور هذا الأمر. إذا ما رأيك إذا ما ترشحت سيدة لهذا الموقع؟ - المرأة أمها الإسلام وهي تستطيع تقلد أعلي المناصب ولكن يجب أن يكون لديها ما يؤهلها لذلك ثقافيا واجتماعيا وشعبيا حتي تكون مستحقة لهذا المنصب.