في تصاعد جديد لوتيرة الصراع الذي يشهده حاليا حزب الوفد علي خليفة تصريحات رئيسه الجديد د.السيد البدوي بأن الوفد لم ولن يكون حزبا علمانيا بدأت انعكاسات الأزمة تلقي بظلالها بقوة بين قيادات الهيئة العليا إذ يتردد داخل الحزب أن إحدي قيادات الهيئة عندما واجهت البدوي وقالت له إن الوفد علمانيا احتدم النقاش فيما بينهما وقال لها «لو سمحتي ما تقوليش الكلمة دي تاني يا دكتورة».. وهو ما اعتبره البعض بوادر سياسة جديدة لم تكن معهودة من قبل البدوي. في سياق متصل اشتعلت الحرب الكلامية علي الإنترنت بين العناصر المؤيدة لما قاله رئيس الوفد وبين معارضيه.. وتحدث البعض عن صفقة سرية بين الوفد والإخوان مما ألقي بمزيد من التوتر علي الأجواء التي يشهدها الحزب الليبرالي العريق. إلا أن مصادر بالحزب أكدت لنا أن الحديث عن صفقة مع الإخوان أمر ليس له أساس من الصحة إذ إن هناك إجراءات مشددة يقوم بها الوفد- علي حد تعبيرهم- للتأكد من العضويات الجديدة منعا للاختراق ويسبق هذه التحركات قسم علي الالتزام بمبادئ الحزب، وهو ما استحدثه البدوي فور توليه رئاسة الوفد. واعتبر الفريق الرافض للاتهامات أن ما يحدث محاولة للإساءة للحزب وتاريخه ومبادئه الليبرالية بواسطة أبنائه من أجل تصفية حسابات سياسية بين الأجنحة المتصارعة، مستندين في هذا للائحة الحزب الداخلية والتي تضع شروطا صارمة لقبول أي عضويات جديدة.. واشتعلت الاتهامات ضد غير المؤيدين لرئيس الوفد بدعوي أن ما يحدث افتعال للأزمات من أجل إرباك الوضع الداخلي للحزب. وقال عيد ظريف عضو اللجنة العامة بالبحيرة وسكرتير وفد ادكو ومؤسس جروب «وفديون ضد العلمانية» ل«روزاليوسف» أن تأسيس هذا الجروب ما هو إلا رد فعل للأزمة التي أحدثتها تصريحات سعاد صالح مستطردًا: «ظهر من يردد داخل الحزب أن الوفد علماني.. وهذا ليس صحيحًا.. ورئيس الوفد يؤيد الجروب.. ونحن نرفض الدولة الدينية.. لكننا نتمسك بالشريعة الإسلامية». وبحسب ما ورد بالصفحة المخصصة للجروب علي موقع «فيس بوك» فإن من يعتقدون أن الحزب يدعو للعلمانية لا يفقهون شيئا في الدين الإسلامي لأن المواطنة مبدأ اساسي وأصيل بالدين ووفقا للبيان التأسيسي من يعتبر كون الحزب ليبراليا فأنه علماني لا يفقه شيئا في السياسة! لأن الليبرالية هي احتواء لجميع التيارات السياسية لخدمة المجتمع دون النظر لديانتها. وأضاف البيان: «العلمانية التي تدعو لإقصاء الدين وإرجاع كل شيء للعلم والاحتكام للعقل تمثل فكرًا عقيمًا علي حد قول مؤسس الجروب! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد إذا ورد بالجروب الآتي: «دعونا نعترف أن الوفد هو حزب ليبرالي يضم مجموعة من العلمانيين علا صوتهم في الفترة الماضية ولكن أبدًا لم ولن يكون الوفد حزبا علمانيا في مصر بلد الأزهر الشريف لأن الشعب المصري بطبيعته متدين رغم تجاوزات الإخوان والجماعات الإسلامية». وحذر الموقع من تفريع الأحزاب من عنصر الدين حتي لا يهرب الشباب منها ويصفونها مخالفة للدين ومن ثم يلجئون لجماعة الإخوان. ولوح المؤيدون لموقف رئيس الوفد بما ورد في برنامج الحزب الجديد من التأكيد علي التمسك بمبادئ الشريعة الإسلامية كمصدر للتشريع بجانب الحفاظ علي الوحدة الوطنية والمبادئ التي أرستها الأديان السماوية رافعا شعار الدين لله والوطن للجميع خاصة أن البرنامج الجديد دعا للإسراع في إصدار القانون الموحد لدور العبادة. وقال بهاء أبوشقة مساعد رئيس الوفد ومستشاره السياسي: «اختراق الإخوان للوفد مستحيل ومن يردد ذلك مجموعة من المغرضين والحاقدين علي الحراك الحالي الذي يشهده الحزب.. وأن هناك سهامًا طائشة تريد إصابة الوفد ولكن صلابته ستواجهها وسيسير في مساره الطبيعي. واتفق معه في الرأي المستشار مصطفي الطويل الرئيس الشرفي لحزب الوفد قائلا «لسنا وفد الإخوان.. ومن يردد ذلك لا يمتلك بصرًا ولا بصيرة.. والعلمانية لها تفسيرات عديدة.. ولذا فنحن حزب مدني ولن نترك حزبنا فريسة لأحد لأننا حزب الأمة وحزب كل الأديان.