بعد زيارة سريعة لألمانيا استغرقت عدة ساعات التقي خلالها الرئيس مبارك المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، اختتم الرئيس جولته الأوروبية التي استمرت يومين بزيارة إيطاليا أجري خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برليسكوني تناولت تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط وسبل دفع عملية السلام والضغط علي إسرائييل لتمديد قرار تجميد الاستطيان. قال الرئيس مبارك في كلمته رداً علي كلمة الترحيب لرئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني: أشكر صديقي العزيز رئيس الوزراء «سيلفيو بيرلسكوني» علي ترحيبه وكلماته الطيبة، وأعرب عن سعادتي بما أجريناه اليوم من مشاورات مهمة.. تركزت حول القضية الفلسطينية.. والمرحلة الدقيقة الراهنة التي تمر بها عملية السلام. جهود مصر وأضاف: استعرضت مع رئيس الوزراء جهود مصر لتهيئة الاجواء لانطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي في واشنطن، وما أجريته مع الرئيس «أبو مازن» ورئيس الوزراء «بنيامين نتانياهو» لدي استضافتي للجولة الثانية من المفاوضات في شرم الشيخ. وقد أكدت الحاجة لتضافر جميع الجهود لضمان استمرار المفاوضات وإنجاحها.. والحاجة الموازية لاجراءات ملموسة من جانب اسرائيل لبناء الثقة.. بما في ذلك تمديد مهلة تجميد الاستيطان التي ستنتهي بعد أيام قليلة. وأوضح إن مشاوراتي مع رئيس الوزراء «بيرلسكوني» اليوم.. وبالأمس مع المستشارة «أنجيلا ميركل».. تأتي لتستكمل ما أجريته من مشاورات مع الرئيس «نيكولا ساركوزي».. في طريقي للمشاركة في اطلاق المفاوضات المباشرة في واشنطن مطلع هذا الشهر.. وهي تعكس في مجملها اقتناع مصر بأهمية تفعيل الدور المهم لدول الاتحاد الأوروبي، وباقي اطراف «الرباعية الدولية»، والمجتمع الدولي برمته.. دعما لعملية السلام. وسوف نستكمل مشاوراتنا بعد قليل خلال غداء العمل.. لنستعرض معا مجمل الوضع في الشرق الأوسط.. وعلاقات المشاركة الاستراتيجية والتعاون المثمر بين مصر وإيطاليا. اشكر مجدداً صديقي العزيز رئيس الوزراء.. وأجدد تطلعي للترحيب به علي أرض مصر في أول فرصة سانحة.. ضيفا عزيزاً نحمل له ولبلده وشعبه كل الاعتزاز والتقدير. وقبل القمة المصرية - الايطالية، قال السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس مبارك قام بزيارة سريعة لألمانيا استغرقت عدة ساعات اجتمع خلالها مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في مشاورات أعقبها عشاء عمل حيث استعرض الرئيس جهود مصر للانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلي المفاوضات المباشرة. وقال عواد إن الرئيس استعرض مع ميركل ما أجراه من مشاورات في واشنطن لدي مشاركته في اطلاق المفاوضات المباشرة، وفي شرم الشيخ عندما استضافت مصر الجولة الثانية من المفاوضات مع كل من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية «أبومازن» ورئيس الورزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. امتحان حقيقي وأشار عواد في تصريحاته للصحفيين في روما، الي أن الرئيس مبارك أكد خلال محادثاته في برلين، أن المفاوضات التي انطلقت في واشنطن الشهر الجاري تتعرض لامتحان حقيقي يوم 26 من سبتمبر الحالي لدي انتهاء المهلة الاسرائيلية لتجميد الاستيطان وأن الرئيس مبارك اوضح للمسشارة الألمانية ميركل أنه حذر نتانياهو من عواقب عدم تمديد هذه المهلة، وأكد لها أن أبومازن جاد في تأكيد عزمه عدم مواصلة التفاوض، اذا ما أستأنفت اسرائيل بناء المستوطنات، كما أكد الرئييس مبارك لميركل أن مصر تتفهم هذا الموقف الفلسطيني تماما وسوف تدعمه. وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس مبارك أطلع ميركل علي خريطة للمستوطنات الاسرائيلية المنتشرة علي امتداد الضفة الغربية وفي محيط مدينة القدس، وذكر الرئيس أن الاستيطان والسلام والمفاوضات لايمكن أن تسير في مسارات متلاقية، وأنه لا مفاوضات مع استمرار الاستطيان. وذكر الرئيس أيضا شارحا علي الخريطة لميركل، أن هذه المستوطنات تلتهم الأراضي الفلسطينية بما لايترك للفلسطينيين أرضا لإقامة دولتهم المستقلة، وهو مايضرب عملية السلام في مقتل. زيارة خاطفة وقال السفير عواد في تصريحاته للصحفيين في روما إن الرئيس مبارك أكد أن أحدا لا يستطيع وحده أن يصنع السلام مهما بلغت قوته وتأثيره ونفوذه، وأن الراعي الأمريكي لعملية السلام بحاجة الي جهد فاعل من دول الاتحاد الأوروبي بصفة عامة، ومن دوله الكبري بصفة خاصة، ومن محبي السلام علي اتساع العالم، ومن باقي أطراف الرباعية الدولية بما يشمل الاتحاد الروسي والأمم المتحدة. وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إلي أن الرئيس مبارك أوضح لميركل أنه يأتي لبرلين في هذه الزيارة الخاطفة، ليضع المستشارة الألمانية في صورة هذه الأوضاع ، وأضاف أن الرئيس مبارك استرجع مضمون مشاوراته مع ميركل في مارس الماضي وما ذكرته المستشارة الألمانية آنذاك من عدم اقتناعها من جدوي المفاوضات غير المباشرة وتأكيدها علي ضرورة الانتقال الي المفاوضات المباشرة.. وخلص الرئيس إلي أن هذه المفاوضات التي انطلقت في واشنطن مطلع الشهر الحالي، ليس من المعقول أو المقبول أن تهدر أو تجهض وهي في بدايتها وقبل مرور الشهر علي انطلاقها، هذا في حال ما إذا اختارت الحكومة الاسرائيلية استئناف بناء المستوطنات. الدور الأوروبي وأكد عواد أن الرئيس مبارك طلب من المستشارة الألمانية، بحكم علاقاتها الوثيقة المعروفة بينها وبين اسرائيل، أن تقوم باجراء الاتصالات اللازمة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ومع شركائها الأوروبيين ومع الرئيس أوباما، حيث ركز الرئيس علي اهمية وإلحاح عامل الوقت من اليوم حتي السادس والعشرين من سبتمبر، أي بعد أيام قليلة. وقال عواد إن المستشارة الألمانية أبدت اتفاقها مع ما طرحه الرئيس مبارك وودعت ببذل جهدها لضمان استمرار المفاوضات وانجاحها. وأشار عواد إلي أن الرئيس مبارك أبلغ ميركل أنه قرر القيام بزيارة كل من برلينوروما سعيا لتحقيق هذا الهدف، ولاستعراض المرحلة الدقيقة التي تمر بها عملية السلام، مؤكدا أن مشاوراته في كلا البلدين، تأتي لتستكمل ما سبق وأجراه من مشاورات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدي توقفه في باريس وهو في طريقه الي واشنطن بداية الشهر الجاري للمشاركة في إطلاق المفاوضات المباشرة. كما أبلغ الرئيس مبارك المستشارة الألمانية، أنه يعول علي تفعيل دور دول الاتحاد الأوروبي دعما للجهود الأمريكية والمصرية وحفاظا علي مفاوضات السلام.