لو استوعب الإسرائيليون والفلسطينيون حديث الرئيس حسني مبارك للتليفزيون الإسرائيلي مؤخراً وأدرك الجميع مضمون هذا الحديث لوقع الطرفان اتفاقية سلام خلال ستة أشهر لأن المتحدث هنا زعيم عربي مخضرم عاش سنوات الحرب والسلام.. وأكبر رؤساء المنطقة خبرة ومهارة وحكمة حسب وصف المذيع الإسرائيلي عوديد جرانوت الذي حاور الرئيس. لقد لخص الرئيس مبارك رؤيته لاستمرار ونجاح المفاوضات المباشرة الجارية حاليا بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في أمرين.. الأول هو ضرورة تجميد الاستيطان لفترة زمنية أخري بعد 26 سبتمبر الجاري، لأن استمرار الحكومة الإسرائيلية في بناء المستوطنات يعني الاستيلاء علي كل الأراضي الفلسطينية.. فكيف يكون التفاوض علي الدولة الفلسطينية التي مع استمرار البناء لن يصبح لها وجود! أما الأمر الثاني فكان رسالة مشتركة لكل من بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية ومحمود عباس «أبوزمازن» رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية مفادها أن السلام يتطلب اتخاذ قرارات صعبة.. يحتاج لزعماء أقوياء لديهم القدرة علي تقدير الموقف واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لصالح شعوبهم. لقد حسم الرئيس مبارك موقفه من المفاوضات المباشرة بقوله إننا أمام فرصة تاريخية للسلام قد لا تتكرر وعلي الفلسطينيين والإسرائيليين أن يستفيدوا منها لأنها قد لا تعود مرة أخري.. وهو تحذير واضح وصريح للطرفين، لأنه لو ضاعت فرصة السلام هذه سيزيد الإرهاب والعنف ضد كل من يسير في عملية السلام بمن فيهم الأمريكان.. فهل استوعب الجميع ما قاله الرئيس؟! «هذه الصورة بتصرف من الأهرام» تلك الجملة الصغيرة كانت كفيلة بإنقاذ صحيفة «الأهرام» من كل هذا الجدل المثار حولها والذي أوقعت نفسها فيه بحسن نية.. بدلاً من التبريرات التي يطلقها قادتها بين الحين والآخر للدفاع عن تلك المؤسسة العريقة. إن الإصرار علي الخطأ يعني الاستمرار في الخطأ وأزعم أن هذا الأمر ليس من شيم «الأهرام».. وإذا كان الاعتراف بالحق فضيلة.. فإن الاعتراف بالخطأ من أخلاق الفرسان. إن اعتذار الصحيفة.. أي صحيفة.. يزيدها مصداقية.. هكذا تعلمنا.. ولا توجد صحيفة في العالم معصومة من الأخطاء. لقد ناقض الدكتور عبدالمنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام نفسه حين قال إنه يستغرب تلك الحملة الواسعة النطاق علي الأهرام في الوقت الذي أكد فيه أن ما ينشر في الأهرام لا يمر هكذا، بل يتردد صداه في أنحاء العالم.. إنها ضريبة العراقة يا دكتور.. فلو فعلت صحيفة أخري ما فعلته الأهرام ربما كان مر مرور الكرام. • كلام في الهوا: ملكتا جمال أمريكا وروسيا لهذا العام.. مسلمتان.. فهل هي مصادفة.. أم إنها محاولة لعمل «نيولوك» غربي للإسلام.. فلنسأل لجنتي التحكيم في البلدين؟!