في ظل تصاعد الخلافات وتوتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل منذ ضرب أسطول الحرية وتبعات ذلك علي التعاون السياحي بين البلدين تسعي إسرائيل لإيجاد بديل سياحي جديد في هذه المنطقة إذ اتجهت الأنظار نحو اليونان مستغلة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تعاني منها وخلافاتها القائمة والمستمرة مع تركيا علي جزيرة قبرص ومعتمدة علي عنصر تنشيط السياحة بين البلدين لتعويض النقص الذي خلفته تركيا حيث وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس اليوناني جورج باباندريو زيارة أكثر من 200 ألف سائح سنويا إلي اليونان للمساهمة في تحسين وزيادة الدخل والحد من إثارة الأزمة فضلا عن تعميق العلاقات الإسرائيلية - اليونانية. ومن جانبهم أكد عدد من الخبراء أن العلاقات السياحيه بين تركيا واسرائيل ستعود وأنها تمر بظرف مؤقت. قال رضا داود «الخبير السياحي» إنه بالنسبة لتقييد عدد السياح الإسرائيليين من الجانب التركي فهو قرار وقتي نتيجة للأزمة الموجودة ولكن في واقع الأمر تركيا لن تستطيع التوقف عن استيراد السائحين الإسرائيليين وكذا بالنسبة لإسرائيل لن تستطيع أن تستغني عن حليفها القديم تبعا للعلاقات الاستراتيجية التاريخية القوية بينهم. أضاف داود أن اختيار اليونان من جانب الحكومة الإسرائيلية ليكون بديلاً هو اختيار مؤقت ونوع من الضرب علي اليد ولكن بأي حال من الأحوال ليست هناك ملاءمة في السياحة بين البلدين لأسباب عدة يأتي علي رأسها: أولا الارتفاع الشديد في أسعار الخدمات السياحية والترفيهية في اليونان فضلا عن تكاليف الإقامة والمشتريات. ثانياً: لن تستطيع اليونان الاستغناء عن علاقتها بالدول العربية بعد مضيها قدما في علاقتها مع إسرائيل خاصة في مصر وليبيا وهي تحاول تنمية دورها من خلال إقامة فنادق أو امتداد أسطولها البحري في البحر المتوسط. أشار داود إلي أن جميع المعايير تضع تركيا في المقدمة وما يؤكد ذلك أن الغرف السياحية في اليونان تمثل 10% فقط من الغرف السياحية في تركيا. أكد حاتم منير أمين عام جمعية مستثمري سياحة البحر الأحمر أن سياسة التقشف التي تتبعها اليونان للخروج من الأزمة جعلتها بمنأي عن التفكير في تطوير البنية التحتية لقطاع السياحة وهذا ما يجعل تركيا متفوقة عليها كذلك لن تمنع إسرائيل التسهيلات الكبيرة التي قدمتها تركيا. أضاف أنه مهما بلغ عدد السائحين الوافدين لليونان من إسرائيل فلن يصل عددهم لمليون سائح وهو رقم تم تجاوزه من جانب تركيا. ويتوقع منير أن تعود المياه إلي مجاريها بين تركيا واسرائيل بشكل ضمني مع مرور الوقت. ومن ناحيته أكد أمير فهيم خبير السياحة أن الجالية اليهودية تمثل عدداً كبيراً في تركيا وقد ناشدوا الحكومة الإسرائيلية بسرعة إنهاء هذه الخلافات بطريقة دبلوماسية. إذ إنه من الصعب إقناع أكثر من مليون سائح سنوياً بتغيير وجهتهم ناحية اليونان خاصة أن المعايير السياحية مختلفة تماما بين البلدين فتركيا تشمل سياحة الشواطئ والتاريخ في حين أن اليونان لا تعتمد إلا علي سياحة الجزر والشواطئ.