من المعروف أن الطعام له تأثير علي تاريخ فرنسا، حيث إن الثورة الفرنسية التي حدثت في عام 1789 وحركت الشعب في اتجاه قصر الملك لويس الخامس عشر إنما بدأت إثر تفشي الجوع بين الناس الذين كانوا يسمعون بالمكافآت التي يقدمها ملكهم لطهاة فرنسا والدول المجاورة كلما جاءوا له بطبق جديد كان يتنعم به مع زوجته وحاشيته في احتفالاتهم الباذخة. كانت الولائم التي تصاحب التكريم في فرنسا غاية في اللذة والفخامة حتي اتخذت مقياساً لرقي الذوق والتذوق.. وقد لازمت تلك السمعة الفرنسيين حتي انهم أطلقوا هذا الاسم علي معهد الكوردون بلو الذي فتح أبوابه للمهتمين بعالم الطهي منذ عام 1895 في باريس، ويعد واحداً من أعرق معاهد تعليم الطهي في فرنسا.. كما ارتبط الجاتوه الفرنسي بقصة الملكة ماري أنطوانيت زوجة الملك لويس الخامس عشر حينما قالت جملتها الشهيرة قبيل الثورة الفرنسية عندما ضجوا من نقص الخبز، فقالت: «فليأكلوا الجاتوه». واليوم باتت فرنسا تقدم لعشاق حلواها أشهر أنواع الجاتوهات الفرنسية مثل «الموس، الجرانتيا، الباباي، الميلفاي» وغيرها فن "الإتيكيت" الذي وضع الفرنسيون أساسه، وصار متبعاً من قبل جميع الحضارات الأخري، بدأفي المطبخ وقد يكفينا للتدليل علي خصوصية المطبخ الفرنسي أن نعرف أن الطهاة في فرنسا لا يعتمدون التقسيم البيروقراطي الذي قسم الجمهورية إلي 95 جزءاً، بل لا يزالون يستخدمون الأسماء القديمة للمقاطعات يلحقونها بأسماء أشهر أطباقها. يتميز المطبخ الإقليمي الفرنسي بالتنوع الشديد في الأسلوب والطريقة من مدينة إلي أخري ،كل منطقة من مناطق فرنسا لها المطبخ المميز الذي قبلته كل من البرجوازية والفلاحين وغيرهم من عامة المواطنين من المناطق.