كل عام يودع العالم الآلاف من مرضي السرطان فهو لا يفرق بين جنس، أو لون، أو مذهب، فالمرض لا يعرف الاستثناءات فهو ينخر في الأبدان ويستنزف الأموال ...ومن بين أكثر أنواع السرطانات شيوعا هو سرطان الثدي الذي يصيب الكثير من النساء حول العالم وبين ثنايا كتابها الجديد"الوعد:كيف أن الحب بين الشقيقات يطلق حركة عالمية لإنهاء سرطان الثدي" تروي نانسي برنكر السفيرة الامريكية لدي المجر في الفترة ما بين عام 2001-2003 و الرئيس التنفيذي لمؤسسة سوزان جي كومن -معاناة شقيقتها الكبري من الألم بسرطان الثدي الذي سلب حريتها وحرمها من حقها في الحياة. من خلال الكتاب توضح نانسي كيف أنها و شقيقتها سوزان كانتا تجمعهما علاقة أكبر بكثير من مجرد كونهما أشقاء فكانت سوزان تمثل لنانسي الصديقة والشقيقة الكبري والشريكة لها في رحلة الحياة فعلي مدار ثلاثة عقود في ولاية الينوي لم يكن هناك شيء قادر علي التفريق بينهما لا الدراسة ولا العمل ولا الزواج ولكن سرعان ما داهم المرض جسد شقيقتها وتعرضت للإصابة بسرطان الثدي عام 1977 فتروي نانسي قدر المعاناة والألم الذي تجرعته شقيقتها،فحتي عام 1977 كان لا يزال مرض سرطان الثدي يكتنفه الغموض وكان ينظر إليه علي انه وصمة عار ولم يكن يعرف بعد الكشف المبكر للمرض وفي عام 1980 كتب سرطان الثدي النهاية لحياة سوزان. وكانت نانسي برنكر قد قطعت علي نفسها وعدًا لشقيقتها سوزان جي كومن المريضة بسرطان الثدي بأنها ستجتهد حتي تقلل من فرص الإصابة بهذا المرض اللعين في العالم وتقضي عليه نهائيا؟ وبعد وفاة شقيقتها عام 1980 سعت لإنشاء مؤسسة سوزان جي كومن تقدم الكشف بأشعة الموموجرام والجهاز التعويضي للثدي والتوعية بمرض الليمفاديما (تورم الذراع بعد الجراحة نتيجة تسرب السائل الليمفاوي) وعلاج الشعر والتغذية واللياقة البدنية والمساندة النفسية والتثقيف والتوعية بل الأكثر من ذلك جمع الأموال والتبرعات من أجل فتح الباب أمام الأبحاث العلمية.. وأعلنت تأسيسها عام 1982 وإنشاء اكبر شبكة في العالم تضم العديد من السيدات المتعافيات من سرطان الثدي وباتت سوزان جي كومن من أجل العلاج هي أكبر شبكة ذات تواجد قاعدي من الناجيات والنشطاء في مكافحة سرطان الثدي تهدف إلي إنقاذ المرضي ومساعدة الأشخاص وتأكيد الحصول علي الرعاية ذات الجودة للجميع وحث العلم علي إيجاد العلاج. وأصبح اسم سوزان جي كومن هو مرادف للعلاج من السرطان حول العالم فلعبت سوزان جي كومن من أجل العلاج دورًا حيويا في الخمس والعشرين سنة الماضية في كل تقدم رئيسي حدث في المعركة ضد سرطان الثدي وفي تغيير نظرة العالم لهذا المرض وكيفية التعامل معه وفي المساعدة في تحويل الملايين من مريضات بسرطان الثدي إلي ناجيات من هذا المرض . وتشير الأبحاث إلي انه من المتوقع أن تصاب 25 مليون امرأة تقريبًا حول العالم بمرض سرطان الثدي في الخمس وعشرين سنة القادمة وقد تتوفي منهن 10 ملايين امرأة دون علاج لذا فمنذ وفاة شقيقتها باتت مهمة نانسي الأولي هي تغيير نظرة العالم إلي سرطان الثدي والأسلوب المتبع في علاج هذا المرض وجعلت من دعوتها لمكافحة مرض سرطان الثدي دعوة عالمية تخاطب المرضي في كل بقاع الأرض بل اتخذت من الشريط ذات اللون الوردي رمزًا للقوة والشجاعة للتصدي لهذا المرض ورمزًا لنشر بذور الأمل في كل مكان في العالم لإنهاء مرض السرطان. فبفضل الأبحاث العلمية والبرامج المجتمعية التي تبنتها مؤسسة سوزان جي كومن وعكف العالم علي القيام بها بصدد هذا المرض ارتفعت معدلات التعافي وساعدت الكثير من الأسر في الوعي بطبيعة المرض الذي يواجهونه وساهمت في إنقاذ حياة الكثير من النساء حول العالم و لم يعد السرطان مرادفا لكلمة موت.