ترجمة: داليا طه أوصي محللون بمعهد كارنيجي للسلام بضرور تدخل واشنطن لتقديم حلول في المفاوضات المباشرة إذا أرادت نجاحها، لأن هذه الخطوة أظهرت تأخر الولاياتالمتحدةالأمريكية في التحرك للخروج من مأزق القضية الفلسطينية- الإسرائيلية وأنه لا إمكانية لتحقيق أي نجاح ما لم تلعب واشنطن دورًا فعالاً. يقول مروان المعشر وزير خارجية الأردن السابق في حوار له بموسسة كارنيجي: إن الولاياتالمتحدة كانت تحاول جاهدة للتقريب بين الجانبين سواء بإجراء محادثات غير مباشرة أو مباشرة علي الرغم من إصرار الفلسطينيين علي بعض الشروط العامة، منها أن تستند هذه المحادثات إلي حدود عام 1967 وأن يكون هناك وقف للنشاط الاستيطاني قبل أن يتم إطلاق مثل هذه المحادثات. وعن العقبات التي يمكن أن تعرقل هذه المفاوضات يقول مروان: إن تقسيم القدس ومشكلة اللاجئين والمعركة بين حركتي حماس وفتح من أهم العقبات. وقالت ميشال دون، المستشارة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض في شئون الشرق الأوسط والتي تعمل خبيرة في واشنطن لحساب مركز كارنيجي انداومنت للسلام الدولي: «إن الرافعة التي تملكها الولاياتالمتحدة تتوقف علي درجة انخراطها في المحادثات». وقد أكد مبعوث الرئيس باراك أوباما الخاص إلي الشرق الأوسط، جورج ميتشل أن الويات المتحدة ستكون شريكا فاعلاً فيها ووعد بأن تقدم واشنطن اقتراحات توافقية إذا ما تعرضت المفاوضات للتوقف. ويري السفير الأمريكي السابق في إسرائيل ومصر والأستاذ في جامعة برنستون حاليا، دانيال كيرتزر أن درجة تدخل إدارة أوباما ستكون المؤشر الوحيد والأكثر أهمية في جدية هذه السلسلة الجديدة من المفاوضات. وأوضح روبرت دانين بمجلس العلاقات الخارجية مركز الدراسات في واشنطن، أنه سيكون علي جورج ميتشل أن يلعب دور الدبلوماسي الماهر للالتفاف علي تحفظات نتانياهو. ويري روبرت أنه من الصعب الجمع بين هذين الاتجاهين لكنه ليس مستحيلا، وفي الوقت نفسه سيكون علي عباس ونتانياهو أن يقبلا حلا غير كامل لتتواصل المفاوضات. وأكد روبرت أنه في حال قدم ميتشل وفريقه بدعم من الرئيس أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، مقترحات مفصلة بشأن تسوية عندما تتعثر المحادثات فإن هذه المفاوضات قد تشكل درجة التزام إضافية وغير مسبوقة بالنسبة إلي الولاياتالمتحدة. وعلي الجانب الآخر أشار ناثان براون الباحث بمؤسسة كارنيجي إلي أن مواقف الفلسطينيين والإسرائيليين لا تزال متباعدة جدا، رغم مرور 17 عامًا علي اتفاق أوسلو، ويمكن إجمال تلك المواقف علي النحو التالي: 1- إنشاء دولة فلسطينية وسلطاتها: يريد الفلسطينيون إعلان دولة ذات سيادة علي كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 أي القدسالشرقية وكامل الضفة الغربية وقطاع غزة، في المقابل تطالب إسرائيل بأن تكون هذه الدولة منزوعة السلاح وأن تراقب مجالها الجوي وحدودها. 2- ترسيم حدود الدولة الفلسطينية ومصير المستوطنات: رسميا، يطالب الفلسطينيون بانسحاب إسرائيلي من كل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران «يونيو» 1967 بما فيها القدسالشرقية، لكن الفلسطينيين مستعدون للقبول بتعديلات طفيفة لهذه الحدود علي أساس تبادل أراض منصف مع إسرائيل. وترفض إسرائيل تماما العودة إلي حدود ما قبل حرب حزيران «يونيو» 1967، ومع أنها مستعدة لتنفيذ انسحابات من الضفة الغربية وهي تريد ضم مناطق توجد فيها أبرز المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ويعيش فيها القسم الأكبر من 300 ألف مستوطن خارج القدسالشرقية. ويطالب الفلسطينيون بوقف بناء المستوطنات التي تمنع اتصال أراضي الدولة الفلسطينية، وحذروا من أن استئناف الاستيطان سيوجه رصاصة الرحمة للمباحثات. 3- وضع القدس: احتلت إسرائيل في 1967 القدسالشرقية، القسم العربي من المدينة وأعلنت ضمه، وتعتبر الدولة اليهودية المدينة عاصمتها «الموحدة والأبدية» الأمر الذي لم يعترف به أبدا المجتمع الدولي. إلا أن السلطة الفلسطينية تطالب بأن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المقبلة وتؤكد أن هذا الأمر غير قابل للتفاوض. 4- مصير اللاجئين: يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين بأكثر من أربعة ملايين، وهم أبناء وأحفاد نحو 700 ألف فلسطيني طردوا أو اضطروا للنزوح من الأراضي التي أقيمت عليها دولة إسرائيل في 1948. ويطالب الفلسطينيون وبدعم من العالم العربي، بأن تعترف إسرائيل بحق اللاجئين بالعودة إلي ديارهم بموجب القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. 5- التحكم بموارد المياه: تسيطر إسرائيل علي 80% من مساحات المياه الجوفية الواقعة في الضفة الغربية، ويطالب الفلسطينيون بتقاسم عادل للمياه.