تسابق الحكومة الباكستانية الزمن لانقاذ الملايين من سكانها الذين شردتهم مياه الفيضانات التي ضربت البلاد في كارثة هي الأسوأ منذ 8 عقود، فيما حذرت الولاياتالمتحدة من أن حركة طالبان الباكستانية تعد لهجمات ضد الأجانب المشاركين في جهود الإغاثة. علي الصعيد الإنساني، أطلقت الاممالمتحدة نداءً عاجلاً إلي المجتمع الدولي لوضع أربعين مروحية ضخمة تحت تصرفها بشكل عاجل، للسماح بمساعدة حوالي 800 ألف شخص معزولين بالكامل في باكستان التي تتعرض لأسوأ فيضانات في تاريخها. وأكد جون هولمز مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الانسانية أن مياه الفيضانات غير المسبوقة تطرح مشاكل لوجستية غير مسبوقة وتجعل من الضروري بذل جهد خارق من جانب المجتمع الدولي، مضيفاً أن هناك حاجة عاجلة لأربعين مروحية إضافية علي الأقل بغية الوصول الي عدد هائل من الاشخاص الذين يتفاقم يأسهم وتقديم ما هو ضروري لاستمرارهم علي قيد الحياة. في الوقت ذاته، طلبت السلطات الباكستانية أمس من 400 الف شخص في وادي السند إخلاء ثلاث مدن مهددة بالفيضانات نظرا لارتفاع منسوب المياه في المنطقة. وقال هادي باكش كالهورو المسئول الإداري في اقليم ثاتا الذي يبعد مائة كيلو متر من شمال سواحل بحر عمان أن السلطات طلبت من سكان سوجاوال وميربور باثورو ودارو مغادرتها إلي أماكن آمنة بسبب احتمال تجدد الفيضانات في إقليم السند الجنوبي. من جانبها حذرت الولاياتالمتحدة من أن حركة طالبان الباكستانية تعد لهجمات ضد عمال الإغاثة الأجانب المشاركين في جهود إغاثة ضحايا الفيضانات التي تجتاح باكستان والتي أسفرت عن مقتل حوالي 2000شخص علي الاقل. وأعلن مصدر أمريكي رفيع المستوي أن طالبان الباكستانية تخطط لشن هجمات ضد أجانب يشاركون في العمليات الإنسانية الجارية في باكستان، مشيراً إلي أن الهجمات قد تستهدف أيضا مسئولين باكستانيين فيدراليين ومحليين. وتواجه باكستان أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها بعدما أغرقت الفيضانات خمس مساحة البلاد وتسببت في تشريد 4 ملايين من السكان فضلا عن تضرر ما يقرب من 17 مليون شخص آخرين. ومن جانبها أعلنت الأممالمتحدة أمس أن نحو 3.5 مليون باكستاني من الذين نجوا من الفيضانات يشروبون مياه ملوثة مما يزيد من خطورة تفشي الأمراض.