قدرة احتمال البشر المضايقات أو الاختناقات الجانبية أعتقد أنها قدرة محدودة للغاية، في المعايير الطبيعية للناس أي ناس! ولكن صبرنا نحن المصريين فاق كل الحدود، وأصبح (تريد مارك) مصريا علامة مسجلة للمصريين، ولعل قصة «سيدنا أيوب عليه السلام» هي من قصص الصبر العظيمة، وفي الأساطير القديمة صبرت «السيدة إيزيس» علي ظلم الإله «سيت» الشرير وتقطيعه لجسد «الإله أوزوريس» وتوزيعه علي محافظات «أقاليم» مصر كلها، وقيام «إيزيس» بجمع الأشلاء للجسد ووضعها بجانب بعضها، وسجدت راكعة سائلة الإله «أمون» إعادة الحياة لحبيبها وزوجها، فعادت الحياة كما تقول الأسطورة المصرية القديمة، ولعل لها بقية لا مجال لها في عمودي اليوم، لكن الصبر الذي تميز به المصريون منذ الفراعنة وحتي عصور الظلام في عهد المماليك والعثمانيين، وأيضًا أيام الاحتلال الفرنسي والإنجليزي، ولم يبخل شعب مصر باستخدام آلية الصبر في عهد الثورة، وحروبها مع الاستعمار سواء كان طامعًا في مصر أو في أشقائها العرب «كاليمن أو الجزائر أو سوريا أو العراق أو الكويت وغيرهم..» بل أشقائنا الأفارقة أيضًا. حتي إن نكتة مصرية في ذلك الزمن قالت حينما ظهر فيلم «ثورة علي السفينة بونتي» وهو فيلم من إنتاج هوليوود «الولاياتالمتحدةالأمريكية» سارعت القيادة الثورية في مصر بتأييد الثورة علي السفينة «بونتي» وصبر شعب مصر، وربط الأحزمة كما كان يقال لهم، وإن الغد لناظره قريب، صبرنا كثيراً ومازال الصبر هو مفتاح الفرج ومازال الغد ينتظر شعب مصر!!. والمضايقات التي يلقاها شعب مصر يومياً سواء في تكدس مروري في شوارع لا نظام فيها ولا مسئول عن التكدس ولا عن آداب المرور ولا حتي عن مخالفات بعينها- كأن يقود الميكروباص طفل، أو أن تأتي كل السيارات في الاتجاه المعاكس علي طريق عام، بل نزلة كوبري مخصصة للصاعد -تجد أمامك من استهتر واستخف بكل شيء ويأخذ الطريق بالعكس! لا أحد يحاسب أحدا لا أحد يحترم القواعد ولا القوانين. والويل لو تصدي أحد المتهورين في أن يضبط موقفا أو يعلق علي خطأ أو قال ليه؟ لماذا؟ نهاره أسود! سوف تنزل عليه الشتائم وتنزل عليه ويلات المخالف وقد لا يخرج سليماً من الموقف وبالتالي فالصبر مفتاح الفرج!! لا شيء أمام المصري إلا أن (يمصمص شفايفه) ويتمتم «اللهم إني صائم»! وآخرون يقولون (ياعم إحنا مالنا؟ هي بلدنا؟) أمال بلاد مين؟، مين المسئول عن هذا البلد؟ إن لم يكن أهل البلد بالدرجة الأولي هم المقيمين بها! ومع ذلك فالصبر جميل، لكن نحن هنا نسأل إلي متي نحن سنظل صابرين! هل هناك أمل في حكومة تنزل الشارع وتقف أمام المشكلات الحياتية اليومية وأن تعلن عن موعد لنزولها حتي نقف مشجعين لها ونساعدها! هل هذا ممكن أم أننا في احتياج لمعجزة أو لدعوات في المساجد في هذه الأيام المفترجة علي اللي ما يتسموش!