الخارجية الأمريكية: نعارض غزوا بريا إسرائيليا للبنان    تحذير من تسونامي، زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب اليابان    مانشستر سيتي يترقب دعوته القضائية ضد الدوري الإنجليزي ويطلب تعويضا    إصابة 5 أشخاص في تصادم سيارتين بطريق أبو غالب في الجيزة    أحمد سعد: اتسرق مني 30 قيراط ألماظ في إيطاليا (فيديو)    دولة آسيوية تسجل أول حالة إصابة بمرض جدري القردة    رئيس إيران يكشف سبب تأخر الرد الإيراني على اغتيال هنية    محافظ أسوان: لا يوجد كوليرا بالمحافظة وأصحاب الترند هما اللي عملوا الشائعات    هل منع فتوح من السفر مع الزمالك إلى السعودية؟ (الأولمبية تجيب)    مايوركا يفوز على بيتيس في اللحظات الأخيرة بالدوري الإسباني    العراق يعلن عن جسر جوى وبرى لنقل المساعدات إلى لبنان    هبوط تجاوز ال700 جنيه.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024    بعد الزيادة الأخيرة.. تحذير عاجل من «الكهرباء» بشأن فواتير العدادات مسبقة الدفع (تفاصيل)    وزير الأوقاف يستقبل شيخ الطريقة الرضوانية بحضور مصطفى بكري (تفاصيل)    وكيل عبد الرحمن مجدي يكشف كواليس تفضيله الانتقال لبيراميدز بدلًا من الأهلي    وكيل ميكالي: الأرقام المنتشرة عن رواتب جهاز ميكالي غير صحيحة وجنونية    أسامة عرابي: نسبة فوز الأهلي بالسوبر الإفريقي 70%    مسؤول بمجلس الاحتياط الأمريكي يتوقع تخفيض الفائدة الأمريكية عدة مرات في العام المقبل    مصر للطيران تعلن تعليق رحلاتها إلى لبنان    بلاغ جديد ضد التيك توكر كروان مشاكل بتهمة بث الذعر بين المواطنين    فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان    أول تعليق من هند صبري بشأن الجزء الثاني ل«أحلى الأوقات»    تأثير القراءة على تنمية الفرد والمجتمع    حماس تعلن استشهاد أحد قادتها الميدانيين خلال غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    الفوائد الصحية لممارسة الرياضة بانتظام    أشرف نصار: لدي تحفظ على نظام الدوري الجديد لهذا السبب    الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه العميق إزاء القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان    تعرف على موعد ومكان عزاء رئيس حزب الحركة الوطنية    الآن رابط نتيجة تقليل الاغتراب 2024 لطلاب المرحلة الثالثة والشهادات الفنية (استعلم مجانا)    ارتفاع حصيلة مصابي حادث أسانسير فيصل ل5 سودانيين    اخماد حريق نشب بمخلفات في العمرانية الشرقية| صور    إبراهيم عيسى: تهويل الحالات المرضية بأسوان "نفخ إخواني"    مدير الجودة بشركة مياه الشرب: أقسم بالله أنا وأسرتي بنشرب من الحنفية ومركبتش فلتر    وزير البترول يؤكد استدامة الاستقرار الذى تحقق في توفير إمدادات البوتاجاز للسوق المحلي    تي موبايل-أمريكا تعتزم طرح سندات للاكتتاب العام    محارب الصهاينة والإنجليز .. شيخ المجاهدين محمد مهدي عاكف في ذكرى رحيله    تعرف على جوائز مسابقة الفيلم القصير بالدورة الثانية لمهرجان الغردقة لسينما الشباب    هيفاء وهبي جريئة وهدى الإتربي تخطف الأنظار.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    مجمع الفنون والثقافة يشهد حفل تخرج طلاب كلية الفنون الجميلة -(صور)    حدث بالفن| وفاة فنان سوري وحريق يلتهم ديكور فيلم إلهام شاهين وأزمة سامو زين الصحية    وزير الخارجية يؤكد على أهمية توظيف المحافل الدولية لحشد الدعم للقضية الفلسطينية    حتحوت يكشف رسائل محمود الخطيب للاعبي الأهلي قبل السوبر الإفريقي    أحمد موسى يناشد النائب العام بالتحقيق مع مروجي شائعات مياه أسوان    طريقة عمل الأرز باللبن، لتحلية مسائية غير مكلفة    صحة الإسكندرية: تقديم 2 مليون خدمة صحية للمواطنين ضمن «100 يوم صحة»    عمرو أديب: حتى وقت قريب لم يكن هناك صرف صحي في القرى المصرية    عيار 21 يسجل رقمًا تاريخيًا.. مفاجآت في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء «بيع وشراء» في مصر    جامعة عين شمس تستهل العام الدراسي الجديد بمهرجان لاستقبال الطلاب الجدد والقدامى    الاقتصاد ينتصر| تركيا تتودد لأفريقيا عبر مصر.. والاستثمار والتجارة كلمة السر    عمرو أديب عن خطوبة أحمد سعد على طليقته: «هذا ما لم نسمع به من قبل» (فيديو)    في إطار مبادرة (خُلُقٌ عَظِيمٌ).. إقبال كثيف على واعظات الأوقاف بمسجد السيدة زينب (رضي الله عنها) بالقاهرة    «التنسيقية» تنظم صالونًا نقاشيًا عن قانون الإجراءات الجنائية والحبس الاحتياطي    خالد الجندي: بعض الناس يحاولون التقرب إلى الله بالتقليل من مقام النبى    مصروفات كليات جامعة الأزهر 2024/2025.. للطلاب الوافدين    "المصريين": مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل تتويج لجهود الدولة    أستاذ فقه يوضح الحكم الشرعي لقراءة القرآن على أنغام الموسيقى    "أزهر مطروح" يطلق "فاتحة الهداية" بالمعاهد التعليمية ضمن مبادرة بداية    وكيل الأوقاف بالإسكندرية يشارك في ندوة علمية بمناسبة المولد النبوي الشريف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصوم عبادة وتربية (2 2)
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 12 - 08 - 2010

إن للصوم آداباً رفيعة، وأن له حكمة سامية وأن الصوم نظام حياة متكامل وليس موسماً عابراً. إنه دعوة إلي كل فضيلة، ورادع عن كل رذيلة وسياج دون كل معصية، فلا صخب في حياة الصائمين ولا شتيمة ولا شجار. صامت ألسنتهم فلا كذب ولا بهتان وصامت أبصارهم فلا تقع علي حرام وصامت أسماعهم عما سوي الحلال، استجابة لتوجيهات قائدهم الكريم عليه أزكي الصلوات وأتم التسليم (إنما الصيام من اللغو والرفث).
وهكذا نري الصائمين نماذج ربانية، عافت لذيذ الشراب والطعام وأقبلت علي الصلاة والقيام وجادت ابتغاء مرضاة الله بالأقوات والأموال.
تسامت أرواحها وعلت نفوسها وتعلقت منها القلوب بما عند الله من نعيم لا يزال لقد رأت هذه الدنيا علي حقيقتها، رأتها لقمة طعام فعافتها، وشربة باردة فتركتها، أو شهوة عابرة فتسامت عنها وخلعتها، ولسان الحال منها يردد (وعجلت إليك ربي لترضي).
هذه غاية النفوس المؤمنة، وأمنية القلوب الصادقة، أن تفوز برضاء الله، ليس لها غاية سواه وهل هناك غاية أسمي وأغلي من رضاء الرحمن.
لقد جاءت الشريعة الإسلامية لعلاج النفس البشرية وهدايتها إلي الطريق القويم، وتتعدد سبل هذا العلاج ويمثل العقاب الوسيلة الأخيرة لذلك، إذ يسبق العقاب وسيلتان أخريان هما: تهذيب النفس وتكوين رأي عام فاضل.ويكون تكوين هذا الرأي بعدم إظهار الشر، ووضوح الخير لذا فإن الجريمة المعلنة تعتبر جريمتين: جريمة الفعل، وجريمة الإعلان، إذ يقول النبي صلي الله عليه وسلم (أيها الناس من ارتكب شيئاً من هذه القاذورات فاستتر فهو في ستر الله ، ومن أبدا صفحته أقمنا عليه الحد).
أما وضوح الخير فمن أبرز صوره : (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، حيث يقول الله تعالي: (ولتكن منكم أمة يدعون إلي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) (آل عمران : 104).
أما تهذيب النفس البشرية فيكون بتربية الضمير، والعبادات جميعها تشترك في تربية الضمير ومن ثم تهذيب النفس، وإذا اقتصر الحديث علي الصوم فإننا نلاحظ أن له مكانة سامية وظاهرة في كبح جماح النفس البشرية. ولفظ (الصوم) يشترك مع لفظ (الصيام) في المصدر، فكلاهما مصدره (صام) ويستخدمان دون تفرقة بينهما ، والمعني الأولي للكلمة هو (يهدأ أو يستريح) أما المعني الشرعي للصوم فينصرف إلي: الإمساك عن المفطرات مع النية علي اليقين بالنسبة لليوم كله.
ويدخر الإسلام للصوم قيمة عالية ، فهو عبادة تضم أسراراً عظيمة ، فالصوم في ذاته وفي آثاره يرتكز علي مجموعة أسرار ، فهو في حد ذاته ليس فيه عمل يشاهد ، وجزاؤه له خصوصية عظيمة، ألا وهي أن تقديره من الأسرار الإلهية إذ يقول فيه النبي صلي الله عليه وسلم عن ربه: (كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به).
ويفرض الصوم ضمن ما يفرض علي المرء الامتناع عن الطعام والشراب، وهذا الامتناع في نفسه هو جهاد للنفس البشرية من أن تنجرف إلي تيار المعاصي والجرائم. إذ يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (جاهدوا أنفسكم بالجوع والعطش فإن الأجر في ذلك كأجر المجاهد في سبيل الله وأنه ليس من عمل أحب إلي الله من جوع وعطش).
تلجأ كثير من قطاعات العمل في وطننا الإسلامي إلي اختصار ساعات العمل في هذا الشهر العظيم، وذلك تخفيفاً علي الصائمين العاملين، فضلاً عن ابتداء العمل متأخراً فإنه ينتهي مبكراً وهذا وقوع في الكسل لا يعرفه الإسلام ولا الصوم.
ففي الوقت الذي نحتاج فيه إلي مضاعفة العمل لزيادة الإنتاج، نأتي في رمضان لنحد من أوقات العمل حتي إن سويعات العمل التي يقضيها العامل في عمله لا يخرج الإنتاج علي أكمل وجه والحجة في ذلك (رمضان والصوم).
إن رمضان وصومه بريء من كل هذه التهم. إن رمضان والصوم لا يعرفان الكسل بل هو شهر النشاط والاجتهاد ومراقبة الله في أداء الأعمال فلنتق الله فيما نفعل.
وهناك شيء عجيب حقاً، ولا يليق في هذا الشهر الكريم ولا يعبر عنه في هذا الشهر أن نجد العبوس يرتسم دائماً علي وجوه البعض، وإن سألت قيل لك أما تدري أننا في رمضان ويكون أقرب إلي الغضب منه إلي الرضا.
وإنني أتساءل هل الصوم يتطلب ذلك؟ هل الصوم مكروه إلي هذا الحد؟ هل هذا خلق الصائم حتي لا يفسد صومه؟ أم تلك عادة ورثناها ولا نعرف لها سبباً؟ هل الابتسام يتعارض مع الصوم؟
أخي الصائم: اعلم أن رمضان موسم الخير واكتساب الحسنات فيجب اغتنامه؟ ألا تعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة؟ أما تدري أن الغضب يدل علي ضعف المؤمن، وأنه من الشيطان؟
إن المسلم الصائم في كل حركاته وسكناته. وظاهره وباطنه يعطي مفهوماً حضارياً لمن حوله فهو مسرور بحلول هذا الشهر المبارك بكظم غيظه عن الجهلة والسفهاء.
وبعد هذه بعض المفاهيم الخاطئة التي ورثناها عن جهل منا، فعليك أن تأخذ حذرك من ذلك حتي يكون صومك مقبولاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.