إن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة وقد فرض بالقرآن والسنة الصحيحة وهو فرض علي كل مسلم بالغ عاقل وهو في المقام الأول سر بين العبد وربه حتي أن الله عز وجل قال في الحديث القدسي «كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، والصوم يعني الإمساك عن المفطرات في نهار رمضان من طلوع الفجر إلي غروب الشمس، وإذا كان العلماء قد حددوا مفهوم المفطرات بدقة وهي كل ما يدخل جوف الفرد أو أن يأتي شهوته مع النساء فإن مفهوم الإمساك يعد أشمل وأوسع من ذلك لأنه يعني الابتعاد عن المعاصي ظاهريا وباطنيا فلا يفسق ولا يشتم ولا يسب أحدا ولا يغتاب أحدا ولا يمشي بالنميمة بين الناس ولا يزاول عملا فيه معصية لله كأن يبيع الخمر أو يلعب القمار والميسر ويتكسب منهما حتي لو كان يفعل ذلك في الأيام العادية فيجب أن يمتنع في رمضان لأن الله عز وجل قال «يأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون» فالغاية والهدف الأسمي من الصيام هو الوصول لتقوي الله وعدم تحقيق ذلك الهدف. فلا صيام لصاحب هذه المهن لأنها تتنافي مع التقوي وليست هذه المهن فقط بل كل من يعمل بمهنة حلال ولكنه يقبل فيها الحرام كالموظف الذي يقبل رشوة أو الطبيب يسرق أعضاء أو يقوم بالختان أو المدرس الذي يثقل أعباء الأسرة بالدروس الخصوصية فكل ذلك وإن لم يعطل الصيام فهو يؤثر علي قبوله عند ربنا عز وجل، ولذلك فإن البعض لا يخرجون من صيامهم إلا بالجوع والعطش، كما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم، وبالتالي فإن هذه المهن يضيع معها ثواب رمضان.