شهد حفل تأبين المفكر د.نصر حامد أبوزيد، بمركز دراسات الشرق الأوسط أمس، هجومًا شديدًا علي خصوم الراحل الكبير، وأكد أغلب المشاركين علي أن «أبوزيد» كان أحد أهم قادة التنوير في العالم العربي، ولم تشهد مسيرته الطويلة، أي انفصال بين آرائه المكتوبة، ومواقفه المعلنة، كما أنه لم يتراجع عن قناعاته أمام الهجمات الشرسة التي شنت ضده. أوضح الكاتب سعد الدين هجرس، أن أغلب المفكرين العرب الذين يحدثون قفزات في مسيرة التنوير يتراجعون أحيانا تحت وطأة القمع الفكري، إلا أن «أبوزيد» تمسك دوما بأفكاره، ورفض إعلان ما وصفه المهاجمون بالتوبة، في قضية «الحسبة». نفي «هجرس»، ما صوره خصوم الراحل الكبير، عن أنه عاش في أوروبا ليغدق علي نفسه من مكاسب آرائه التي تهاجم الإسلام قائلاً: كان يقطن في شقة متواضعة في أمستردام، ويتعيش من راتبه كأستاذ جامعة، وأضاف: للأسف فإن من يتحدثون باسم الدين، كانوا أول المفترين علي «أبوزيد»، واستنكر «هجرس» واقعة منع الراحل من دخول الكويت، كما استنكر ما وصفه بسيطرة بعض الآراء المتخلفة علي نقابة الصحفيين عندما رفضت إلقاءه محاضرة بها. وشبه «هجرس» الهجوم الشديد الذي تعرض له الراحل بالهجوم الذي تعرض له طه حسين، بسبب كتاب «الشعر الجاهلي»، وتسبب في فصله من الكلية. طالب المشاركون بتجميع ونشر أعمال وكتابات نصر أبوزيد، في طبعة شعبية رخيصة ليقرأها الناس، وشنوا هجوما شرسًا ضد الفضائيات الرئيسية التي وصفوها بالمتخلفة، ومنها من أعلن خبر وفاة «أبوزيد» بشماتة، وأكدوا أن وقوف الراحل والمثقفين بصلابة، في قضية الحبس التي رفعت ضده، أدي في النهاية إلي تغيير القانون الذي كان يبيح التفريق بين الأزواج بدعاوي تكفيرية.