كان صعودها السياسي لتقلد منصب أمين عام حزب أمرًا غريب وغير معتاد علي الحياة السياسية داخل الأحزاب المصرية، إذ إن عمرها السياسي ليس طويلاً.. ولم يكمل حزبها 4 أعوام منذ نشأته وحتي الآن .. فقد كانت خبرتها منصبة علي العمل الاجتماعي الذي مارسته داخل منظمات المجتمع المدني قبل 10 سنوات فقط. لكن مارجريت عازر عبد الملك الأمين العام لحزب الجبهة استطاعت أن تكون مثار جدل دائم داخل حزبها، وباتت كأنها حائط صد أمام العديد من تحركات الغزالي! وعازر أنهت دراستها بكلية التجارة جامعة عين شمس لتبدأ في دراسة الحقوق بجامعة القاهرة.. وتم تعيينها بوزارة التربية والتعليم ووصلت الآن إلي موقع المدير المالي والإداري بها.. ولكنها رغم وضعها الاجتماعي كأم - فهي لديها - ولد وبنت وكلاهما يدرسان بكلية الهندسة، فإنها كانت دائمة التركيز علي العمل بالمنظمات الأهلية الأمر الذي اعطاها ميزة في تكوين شبكة علاقات جيدة مع عدد من المنظمات العالمية التي كانت إحدي الدعائم الأساسية في تقديم المنح والدورات لشباب حزبها ومنفذًا لسفرهم إلي بلدان مختلفة بما في ذلك دورات المعهد الجمهوري الحر المحظور عمله في مصر. ونظرًا لكونها احدي طالبات د. يحيي الجمل الذي ترأس حزب الجبهة وقت تأسيسه انضمت إلي مجموعة المؤسسين للحزب والذين دأبوا علي عقد اجتماعاتهم داخل منزل الجمل قبيل اعلان الحزب، إلي أن أنشأت أول مقر للحزب في منطقتها بحي شبرا في منطقة روض الفرج وبعدها قامت بتأسيس مقر آخر للحزب بمنطقة مصر الجديدة، ساهم في تسميتها بالمرأة الحديدية. خاضت عازر معركة الانتخابات الداخلية بالحزب حتي أصبحت أمينا عاما لمحافظة القاهرة، إلي أن حدث الخلاف الكبير بين كل من د. أسامة الغزالي حرب الذي كان وقتها في أيام رئاسته الأولي للحزب رجل الأعمال محمد منصور الذي كان يشغل موقع الأمين العام انتهي بتقديم الأخير استقالته من الحزب. وبرزت عازر بين أعضاء الحزب خلال ادارتها للحملة الانتخابية التي أدارتها علي مقعد دائرة المنيل الذي خلا باستقالة نائبة المنيل د. شاهيناز النجار.. ولكن مرشحها أشرف بلبع وقتها لم يستطع أن يحقق النجاح المطلوب. تسببت عازر في كثير من الأزمات، التي لم تكن تظهر بقوة بفضل حالة التكتم الشديد التي تمارسها مع قيادات حزبها حتي أن عددًا من أمناء المحافظات كانوا يصفونها بأنها إحدي الأدوات التي يحركها رئيس الحزب د. أسامة الغزالي، إلي أن وصلت الأزمة إليها شخصيًا بعد تعنت رئيس الحزب معها وغيرها من الراغبين في خوض معركة انتخابات الشوري.. وتجددت الأزمة خلال الاستعدادات لانتخابات الشعب. واشتهرت عازر - مؤخرا بأنها صاحبة «اللكمة» التي وجهتها لأمين التدريب والتثقيف بعد أن اتهمها بالعمالة بسبب موقفها الرافض لتدخلات الأعضاء المنضمين «للجمعية الوطنية للتغيير» في شئون الحزب ودفعهم في اتجاه مقاطعة الانتخابات. القناعة الأساسية لديها هي أن المشاركة في الانتخابات حتي لو لم تحقق نتائج جيدة فإنها ستترك أثرًا لدي رجل الشارع يساهم في نجاح المرشحين في المرات التالية وهو ما يحتاجه أي حزب وليد للانتشار بين المواطنين خاصة أن مقاطعة الشوري دفعت عددًا من الأعضاء داخل المحافظات للتهديد بالاستقالة اعتراضا علي عدم تأدية الحزب لدوره المفروض عليه داخل الشارع. تبدو عازر كما يحلو لعناصر بالمحافظات تسميتها بأنها محدودة الامكانيات في عالم السياسة، لكنها تستطيع من خلال قدرتها الجيدة علي التواصل مع الآخرين استقطاب العناصر الجديدة.. وهو ما تجلي في الأزمة الطاحنة التي كادت تقسم الحزب رغم عمره القصير إلي قسمين بعد استقالة محمد أنور السادات، الذي كان يشغل موقع نائب رئيس الحزب. وعلي خلفية ذلك استقال المكتب التنفيذي وعدد كبير من أعضاء الهيئة العليا، بجانب مجموعات كبيرة من المحافظات.. إلا أنها بعد فترة وجيزة أنهت هذه المشكلة وإن كانت العضويات داخل الحزب لم تصل إلي ما كانت عليه. الأزمة الأخيرة بينها وبين رئيس الحزب الغزالي قد تتصاعد مجددًا خلال الشهر المقبل خاصة أن جولات عازر بالمحافظات تمهيدًا لاجراء انتخابات داخلية دائما تلقي سخطًا من الأمانات المختلفة بسبب رفض الحزب المشاركة في الانتخابات وهو ما اعتبره الأعضاء تخاذلاً غير مبرر.