الجماعات الإسلامية المسلحة تعتقل الأطفال الصوماليين من ملاعب كرة القدم وتحولهم إلي مقاتلين في صفوفها أويل صلاح طفل من العاصمة الصومالية مقديشيو يبحث مثل غيره من أطفال كثيرين في بلاده عن مكان فيه محبة واهتمام بملابسه الممزقة مثل شوارع الصومال التي مزقتها الحرب، ولكن أويل يختلف قليلا عن كثير في بلاده فهو يحمل سلاح كلاشينكوف ممتلئًا بالكامل بالذخيرة ويخدم في الجيش الذي يتلقي تمويله من الولاياتالمتحدة. الطفل الصغير يقف عند أحد الحواجز ويأمر سيارة بالتوقف شاهرا السلاح في وجهها وهو يصرخ غاضبا وهنا توقف السائق علي الفور فكم من الأشخاص في الصومال لقوا حتفهم بسهولة وبساطة، من المعروف أن الجماعات الإسلامية المسلحة المتشددة في الصومال تأخذ الأطفال من خارج ملاعب كرة القدم في العاصمة مقديشيو وتحولهم إلي مقاتلين في صفوفها في حين تحاول الحكومة الصومالية الانتقالية مكافحة الإرهاب في منطقة القرن الأفريقي بمساعدة استراتيجية أمريكية في وضع حرج للغاية. ووفقا لجماعات حقوق الإنسان في الصومال وموظفي الأممالمتحدة فإن الحكومة الصومالية من بين منتهكي حقوق الأطفال في البلاد وترسلهم إلي الحرب في مواجهة الجماعات المتمردة سيئة السمعة علي غرار جيش الرب المقاوم بأوغندا، وأشارت تقارير الجمعيات الحقوقية والأممالمتحدة إلي أن حكومة الصومال تدفع بمئات الأطفال إلي خطوط المواجهة الأمامية بعضهم يتراوح سنهم التسع سنوات من العمر فقط. وفجر بعض المسئولين في الحكومة الصومالية مفاجأة عندما أعلنوا أن حكومة الولاياتالمتحدة تساعد في دفع رواتب هؤلاء الجنود الصغار وقد أكد بالفعل مسئولون أمريكيون أن رفع أجور هؤلاء المقاتلين الصغار أمر سيأتي علي حساب دافعي الضرائب في أمريكا. ويؤكد مسئولو الأممالمتحدة أنهم عرضوا علي الحكومة الصومالية العديد من الخطط لتسريح هؤلاء الأطفال من الخدمة القتالية ولكن أطرافا بارزة من القيادات الصومالية تكافح تلك المخططات منذ سنوات وتواصل استخدام الأطفال في الاقتتال الداخلي المرير في البلاد ضد المتمردين. وأعرب العديد من المسئولين الأمريكيين عن قلقهم بشأن استخدام الأطفال كجنود وأكدوا سعيهم المستمر بالتعاون مع نظرائهم الصوماليين علي وضع حد لهذا الأمر عن طريق مساعدات مالية من الحكومة الأمريكية تهدف إلي عدم تسليح هؤلاء الأطفال ولكن أحد المسئولين الأمريكيين أعرب عن قلقه حول الضمانات بألا تستخدم تلك الأموال في تسليح الأطفال كذلك. وحسب منظمة اليونيسيف فإن هناك دولتين فقط لم توقعا علي اتفاقية حقوق الطفل التي تحظر استخدام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما في الحروب وهما دولتا الولاياتالمتحدة والصومال كما لم تصدق الولاياتالمتحدة علي البروتوكول الاختياري الذي ينص علي منع تجنيد واستخدام الأطفال، في حين يري الحقوقيون أن هذا أمر غير مقبول من الولاياتالمتحدة خاصة من جانب إدارة أوباما الحالية والتي تركز علي أوضاع حقوق الإنسان بشكل خاص منذ الحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي. علي امتداد البلاد وجوه لأطفال بائسة يحملون سلاحا في أيديهم الصغيرة التي لا تقوي علي حمل السلاح كبير الحجم وقد اعترف مسئول صومالي بسوء الوضع بقوله إن الحكومة تبحث باستمرار عن أي شخص قادر علي حمل السلاح، في ظل الأوضاع الحالية لا يملك العديد من الأطفال حلولا أخري من أجل العيش سوي حمل السلاح وقد روي فتي يدعي أحمد قصته حيث أرسلته الحكومة إلي أوغندا للتدريب علي القتل بالسلاح والسكين ويحكي الطفل أويل أنه مثله مثل العديد من الأطفال الذين يعيشون سنوات صعبة وسط بلاد ممزقة وهو ما يدفع الأطفال لحمل السلاح والقتال وتدخين السجائر.