يجوب أويل صلاح عثمان شوارع العاصمة الصومالية مقديشو التي مزقتها الحرب، أشبه بالكثير من الأولاد الآخرين, حيث الجسد النحيل والملابس الرثة, لكنه يختلف عنهم في أمرين: أولهما أنه يحمل بندقية آلية, والثاني أنه جندي في الجيش الصومالي الذي يفترض أنه يتلقي أسلحته وأمواله من الولاياتالمتحدة. وفي بلد كالصومال دائما ما تقوم الجماعات الإسلامية باستقطاب هؤلاء الأطفال من ملاعب كرة القدم وتحولهم إلي مقاتلين، لكن أويل ليس متمردا، فهو يعمل لصالح الحكومة الانتقالية الفيدرالية. وتنقل صحيفة "الهيرالد تريبيون" عن مسئولي حقوق الإنسان والأممالمتحدة في الصومال إن الحكومة الصومالية التي تعتمد علي المساعدات من الغرب تستخدم مئات الأطفال وربما أكثر علي جبهات القتال لتتمكن من البقاء، البعض منهم في سن التاسعة. ويقول مسئولو الأممالمتحدة إنهم قدموا للحكومة الصومالية خططا لتسريح هؤلاء الأطفال، لكن مسئولي الحكومة الصومالية التي تناضل لسنوات للوقوف في وجهه تقدم المتمردين، وقفت عاجزة نتيجة للقتال ولم تستجب حتي الآن. وتشير منظمة اليونيسيف إلي أن دولتين لم توقعا علي معاهد حقوق الأطفال، التي تحظر استغلال الأطفال الأقل من 15 عاما كجنود، هما الولاياتالمتحدة والصومال. وكانت الكثير من منظمات حقوق الإنسان قد عبرت عن استيائها من ذلك ووصفته بغير المقبول. كما أبدي الرئيس أوباما استياءه حينما أثيرت تلك القضية خلال الحملة الانتخابية، وقال: "من المحرج أن نجد أنفسنا إلي جانب الصومال في أمر غير قانوني كذلك". ولا يملك الأطفال في الصومال الكثير من الخيارات، فبعد انهيار الحكومة الصومالية عام 1991 شب جيل من أطفال الشوارع، الذين لم يتلقوا تعليما، وتوقفت عظامهم عن النمو بسبب المجاعة ودمرت حياتهم النفسية بسبب عمليات القتل التي شاهدوها. ويقول علي شيخ ياسين، نائب رئيس مركز الإيمان للسلام وحقوق الإنسان في مقديشيو، إن نحو 20 في المائة من قوات الحكومة يعتقد أن عددهم ما بين خمسة الي عشرة آلاف جندي هم من الأطفال وأن نسبتهم في جماعات المتمردين تبلغ 80 في المائة. ويضيف أن "الجماعة الراديكالية الأكبر في البلاد هي جماعة الشباب التي تستقطب الكثير من هؤلاء الأطفال الذين يسهل غسل أدمغتهم، وتوجيههم لفعل اي شئ حتي لو كان حمل الكلاشينكوف والقتل ! أحمد عزت