أشعلت إيران أمس الأول حرب التصريحات المستمرة مع واشنطن حول حقيقة شهرام أميري العالم النووي الايراني، باعلانها أن أميري الذي اشتبه في تجسسه لصالح الولاياتالمتحدة وعاد مؤخرا الي طهران، كان عميلا مزدوجا وبطلا ايرانيا كشف معلومات قيمة لبلاده عن العمليات الداخلية في جهاز المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي ايه". وذكرت وسائل اعلام ايرانية شبه رسمية أن أميري كان بطلا خدع أجهزة المخابرات الأمريكية وقدم لها معلومات خاطئة عن البرنامج النووي الايراني، وهو ما دفع شركة ايرانية تابعة للحكومة الايرانية لتصوير قصة حياة أميري في فيلم تليفزيوني. ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية عن مصدر مطلع لم تحدده قوله ان أميري كان مثالا علي حرب المعلومات بين ايران وال"سي آي ايه" والتي خططت لها طهران وادارتها بشكل جيد. وأضاف المصدر الايراني أن أميري عمل مع عملاء ايرانيين تجسسوا لصالح الولاياتالمتحدة حين اتصلوا به العام الحالي واستطاع وضع قائمة بالايرانيين الذين تسعي المخابرات الأمريكية لخطفهم بالاضافة الي معلومات أخري ذات صلة منها أرقام لوحتي سيارتين تستخدمهما المخابرات الأمريكية في عملياتها والاسم الكودي لأحد العناصر المخابراتية الأمريكية. وأضاف المصدر الايراني أن المخابرات الايرانية خططت لتحقيق عدة أهداف من معركة أميري التجسسية وقد نجحت فيها بالكامل من دون أن يتمكن الخصم من تحقيق أي نصر حقيقي. وفي واشنطن، نفي مسئول أمريكي رفض الكشف عن اسمه اتاحة هذه المعلومات لأميري، واصفا ذلك بال"مزحة". وقال انه بالنظر الي ما يمكن أن يكون أميري قد علمه في أمريكا أو الاسم المستعار للمسئول المخابراتي الأمريكي المشرف علي حالته مقابل اطلاعنا علي تطورات داخلية في البرنامج النووي الايراني فانه يكون من الواضح من الذي استفاد أكثر من أميري. في هذا الإطار قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل أمس الأول أن طهران لا تتعاون بجدية فيما يبدو لحل الخلافات بشأن برنامجها النووي، مشككة في أن تسفر جولة جديدة من المحادثات عن الكثير، بينما اعتبر علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الايراني أن اصدار مجلس الامن قرارا ضد ايران بضغوط امريكية هو اهانة الي تركيا والبرازيل لأن واشنطن طالبت اشخاصًا بالمضي الي الامام ثم تخلت عنهم بعد ذلك متبعة سلوكا مزدوجاً علي الصعيد الدولي.