استمرارا لتحديها لضغوط القوي الكبري, مرر البرلمان الإيراني أمس بالأغلبية مشروع قانون يسمح لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بنسبة20%. وذكرت وكالة أنباء فارس الإيرانية أن171 نائبا تبنوا مشروع القانون من إجمالي200 نائب حضروا جلسة البرلمان. وما زال مشروع القانون يحتاج إلي موافقة مجلس صيانة الدستور قبل أن يتحول إلي قانون, وأوضحت الوكالة أن المشروع الذي يحمل عنوان محاربة المؤامرت الأمريكية والبريطانية لحماية الإنجازات النووية ينص علي رد إيران بالمثل في حالة تفتيش سفنها ورفض إمداد الطائرات الإيرانية بالوقود في المطارات الدولية. وأضافت أنه في حالة تمرير القانون فإن وكالة الطاقة الذرية الإيرانية ستطلب عمل مراجعات لإنتاج20% من الوقود المخصب لتلبية احتياجات مفاعلات الأبحاث للأغراض الطبية. وفي هذه الأثناء, اعتبر رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني أن الولاياتالمتحدة هي العامل الرئيسي للاعتداءات الإرهابية التي وقعت الخميس الماضي, مؤكدا أن الجريمة لن تمر دون رد. وعلي صعيد قضية العالم النووي الإيراني شهرام أميري الذي عاد إلي بلاده الأسبوع الماضي بعد اختطافه علي يد عملاء في المخابرات الأمريكي سي آي إيه, أعلن أميري أنه تعرض لضغوط للموافقة علي تبادل أسري مع الأمريكيين الثلاثة المعتقلين في طهران. وأشار أميري في مقابلة مع التليفزيون الإيراني إلي أن العملاء الأمريكيين أقروا بأن الأمريكيين الثلاثة الذين اعتقلوا علي الحدود العراقية الإيرانية في يوليو الماضي كانوا جواسيس. كما أضاف أميري أن المخابرات الأمريكية عرضت عليه وثائق مزورة حول البرنامج النووي الإيراني, وطلبت منه الادعاء بصحتها مقابل حصوله علي10 ملايين دولار. وفي الإطار ذاته, ذكرت صحيفة صنداي تلجراف البريطانية أن سي آي إيه تحقق فيما إذا كان العالم النووي الإيراني عميلا مزدوجا وأنه تجسس علي البرنامج النووي الإيراني لصالحها لسنوات. وذكرت الصحيفة أن هذه القضية الغريبة حيرت رؤساء أجهزة المخابرات الامريكية الذين وافقوا علي دفع خمسة ملايين دولار له مقابل معلومات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضافت أن عملاء سابقين بالمخابرات الامريكية توقعوا أن أميري سيختفي في سجن أو حتي يواجه الموت في وقت لاحق رغم استقباله كالأبطال في إيران. لكن الصحيفة علمت أن قراره بالعودة طوعا الي إيران وزعمه بشكل غريب أنه تعرض للخطف علي أيدي سي آي ايه في يونيو الماضي ثم تعرضه للتعذيب في الولاياتالمتحدة آثار الشبهات في أنه كان عميلا مزدودجا يعمل لإيران أيضا. وهناك أيضا تساؤلات عن سبب سماح السلطات الإيرانية للعالم النووي بالسفر بمفرده إلي السعودية برغم طبيعة عمله الحساس ولماذا ترك عائلته وراءه إذا كان يعتزم مغادرة إيران بشكل دائم. وقالت الصحيفة إن السي.آي.إيه. يساورها مع ذلك اعتقاد بأن أميري كان منشقا حقيقيا كما خلص إلي ذلك عملية استجوابه في أريزونا وكشف خلالها عن معلومات بشأن كيف عملت جامعة طهران كمقر خفي للبرنامج النووي الايراني. ونقلت صحيفة صنداي تلجراف عن آرت كيلر وهو ضابط سابق بسي آي ايه, وكان مكلفا بمتابعة البرامج النووية وبرامج الصواريخ الإيرانية إن سي.آي.إيه. ما كانت لتدفع5 ملايين دولار ما لم تكن قد درسته بعناية واعتقدت انه صادق. لكن الصحيفة نقلت عن عميل سابق أيضا في سي آي ايه والذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الوكالة تحقق فيما إذا كان أميري عميلا مزدوجا.. وهو تفسير محتمل لتصرفاته الغريبة. وحتي اذا لم يكن عميلا مزدوجا, هناك مخاوف بأنه سيكشف عن معلومات مهمة الي مستجوبيه الايرانيين بشأن ما يعرفه المسئولون الأمريكيون عن البرنامج النووي الإيراني, وهي معلومات حيوية في حد ذاتها في لعبة القط والفأر النووية بين طهران والغرب. وفي هذا الإطار, سعت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلي فض جانب من الغموض الكثيف الذي يلف مسألة العالم الايراني الشاب شهرام اميري, وقالت إنه من المنتظر أن تجري وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تقديرا للمخاطر الناجمة عن عودة أميري لبلاده وأن تقيم بدقة ما إذا كان هذا التطور المثير سيلحق أضرارا بأساليبها الاستخبارية أو مصادرها وعملائها. وذكرت الصحيفة- في سياق تقرير مستفيض استندت فيه لمسئولين حاليين وسابقين بالمخابرات والإدارة الأمريكية- أن هناك مخاوف بالفعل من تعرض أساليب وعملاء المخابرات الامريكية لمخاطر الانكشاف بعد عودة شهرام اميري لايران. ومن جهة أخري, نفت وزارة الخارجية الايرانية الأنباء التي تناقلتها وسائل الاعلام عن احتجاز سفيرة سويسرا في ايران ليفيا لو اجوستي الأربعاء الماضي. وفي السياق ذاته نفت سفيرة سويسرا لدي إيران ليفيا ليو أجوستي صحة التقارير التي أوردتها وسائل إعلام إيرانية, والتي أشارت إلي أنها تعرضت للاعتقال لعدة ساعات أواخر الأسبوع الماضي أثناء زيارتها لمحافظة خراسان الشمالية.