أقلعت طائرة تابعة لشركة الخدمات البترولية من مطار القاهرة الساعة الخامسة مساء يوم الخميس الماضي متوجهة إلي مطار الأقصر ، تحمل علي متنها مجموعة من المثقفين المصريين وأصحاب الرأي في الصحف المصرية وكذلك بعض قادة وزارة الاستثمار، وهيئة لاستثمار، الشركة القابضة للغزل والنسيج، والأدوية وبعض من أعضاء اللجنة الاقتصادية بأمانة سياسات الحزب الوطني ، والجميع مدعوون من الدكتور «محمود محيي الدين» وزير الإستثمار لحضور إحتفالية لتكريم العاملين بمشروع طريق الصعيد - البحر الأحمر. وفي جو من الود كان الجميع مستبشراً بهذه الدعوة التي لن تتعدي عشر ساعات متضمنه مدة الرحلة بالطائرة ساعتين وبالسيارات إلي مقر الاحتفالية الذي أختير اختياراً عبقرياً ، في ساحة معبد "أبيدوس" جنوبالأقصر ب 7 كيلومترات، والذي يعود إنشاؤه إلي عهد الملك "خوفو" من الأسرة الرابعة والملك " بيبي" من الأسرة السادسة. كما أن هذا المعبد خصصة للإلهة «حتحور» إلهة الحب والسرور، أي أن المناسبة التي تقام عليها الاحتفالية هي حلم صعيد مصر منذ آلاف السنين (وهو ربط وادي النيل بالبحر الاحمر)، والمكان المختار يشير إلي فراعنة مصر منذ آلاف السنين حينما أنشؤه و خصصوه لإلهة الحب والسرور. وكانت الاحتفالية شيئا راقيا ورائعاً شهده مع أهل مدينة قنا ووفود شعبية من محافظات أسيوطوسوهاج وعلي رأسهم الوزير الكبير اللواء عبد السلام محجوب ، وقادة تلك المحافظات، اللواء «نبيل العزبي» الذي كانت تبدو علي قسمات وجهه سعادة بالغة وفخر بالإنجاز، وكذلك اللواء «محسن النعماني» محافظ سوهاج وهي المحافظة التي اختصها برنامج الرئيس مبارك، وحمل ملفها الشاب الدكتور «محيي الدين» بالإهتمام الأول، حيث تعتبر من أفقر محافظات مصر وأكثرها تعداداً حيث وصل التعداد إلي 3 ملايين نسمة ، فكانت صاحبة الحظ الأول من الاهتمام، جاء (النعماني) مهللاً مسروراً وكأن المكان قد عكس مضمونه علي وجه وقلب وعواطف المحافظ الممنون لكل ما ينجز لأهل محافظته سواء الطريق العبقري من سوهاج إلي البحر الأحمر، ووصلة من أسيوط أيضاً تربط الأخيرة بالشريان الرئيسي، أو بفندق (البلينا) والمرسي الذي يربط ( أفقر مدن سوهاج) - بخط سياحي مكوكي في النيل بين الأقصر ، ودندرة، وأبيدوس ، وكذلك قصر الثقافة العظيم الذي أيضاً أصبح منارة ثقافية لأهل محافظة ومدينة سوهاج ، أما المضيف للاحتفالية وللتنظيم هو المحافظ الرائع اللواء "مجدي أيوب" محافظ قنا الذي استطاع أن يحافظ علي ما قام به سلفه اللواء "عادل لبيب" محافظ قنا السابق وأضاف لمساته الخاصة من اهتمامات إنشائية وعمرانية وحفاظ علي البيئة ، وإظهار جماليات محافظته التي شهد الجميع بأننا لم نر قمامة علي أي من الطرق المرفوع منها (المطبات) بشكل واضح للقادمين من العاصمة "القاهرة" أو من أي مكان آخر ، في مصر، كما أن هناك كتيبة من عمال النظافة منتشرون بأدواتهم كل كيلومتر متواجدون كجنود مكلفين بالنظافة في مسطحات محددة لكل (مسئول نظافة)، بالإضافة إلي بشاشة المحافظ للقادمين المحتفلين والمحتفي بهم أيضاً وكان معبد "دندرة" كما لم أره من قبل شعلة من الضوء ، والتنسيق الرائع، والطرق الممهدة إليه والمخططة بعناية مرورية رائعة- شيء لم أصدق وشيء يدعو للفخر الشديد وللحديث عن هذه الليلة لنا لقاء غداً إن شاء الله!!