هددت تركيا مجددا بقطع علاقاتها مع إسرائيل تماما ما لم تستجب لمطالبها الخاصة بالاعتذار عن الهجوم علي أسطول الحرية، في عودة للهجة التهديدات التركية لإسرائيل وبعد نحو أسبوع من اجتماع وزاري سري بين أنقرة وتل أبيب في أوروبا لتحسين العلاقات بين البلدين. وجدد أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي لصحيفة "حريت" التركية عرض الخيارات الثلاثة علي إسرائيل وهي إما الاعتذار رسميا، أو الاعتراف بتشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة في الهجوم، أو قطع العلاقات معها بشكل كامل. وأضاف إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن قبل يومين أن إسرائيل لن تعتذر، ولن تقدم تعويضات لأسر ضحايا الهجوم الإسرائيلي علي السفينة التركية مرمرة ، وبهذا الشكل فإن العلاقات لن يتم تصحيحها مرة أخري، ولن تعود كما كانت من قبل. وكشف أوغلو للمرة الأولي عن أن المجال الجوي التركي أغلق بشكل كامل ونهائي أمام الطيران العسكري، خلافا لما أعلنته وزارة الخارجية التركية من قبل عقب تصريحات لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بأن المجال الجوي التركي أغلق أمام الطيران الحربي الإسرائيلي، وأنه تتم دراسة طلبات عبور الطائرات العسكرية حالة بحالة، قائلا: "إن المجال الجوي أغلق تماما ولم نتخذ القرار حتي ندرس الطلبات الإسرائيلية بعد ذلك، كل علي حدة ، وذلك إغلاق تام ونهائي بل قد يمتد ليشمل الطائرات المدنية". وأضاف اوغلو إن الحكومة التركية رسمت خارطة طريق للعلاقات مع إسرائيل بعد الهجوم علي سفن أسطول الحرية تتضمن بعض الإجراءات التي طبقت بالفعل فور وقوع الهجوم، وأحد هذه الإجراءات اتخذ بعد أسبوع واحد من الهجوم الإسرائيلي، وهو إغلاق المجال الجوي التركي أمام الطيران العسكري الإسرائيلي. وطالب اوغلو وسائل الإعلام بالابتعاد عن إثارة الجدل حول اللقاء بينه وبين وزير الصناعة والتجارة والعمل الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر في بروكسل الأسبوع الماضي، قائلا إن اللقاء لم يتم نتيجة تدخل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لافتا إلي انه تم إبلاغ اوباما خلال اللقاء بعقد هذا الاجتماع. وفي القدسالمحتلة، اعتبر مصدر سياسي إسرائيلي أن الحديث حول إمكانية قطع العلاقات بين إسرائيل وتركيا هو أمر غير مقبول، واضعا الكرة في ملعب أنقرة ونصحها بأنه ليس من مصلحتها ان تكون في جانب واحد مع دول متطرفة كإيران وسوريا وكوريا الشمالية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر قوله: "إسرائيل لم تكن الجهة التي بعثت بالسفينة المحملة بالمخربين والمشاغبين بل تركيا هي التي قامت بذلك وعليها الاعتذار عن هذه الخطوة". وأشار إلي أنه "رغم المد والجزر في العلاقات بين البلدين خلال السنوات الستين الماضية إلا أن تركيا لم تقطع علاقاتها ولو مرة واحدة رغم الحروب والعمليات العسكرية وغيرها". علي صعيد متصل ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أمس أن وزارة الدفاع التركية أبلغت نظيرتها الإسرائيلية مطلع الأسبوع أنها قررت عدم المشاركة في مناورات بحرية كان مقررا لها الشهر المقبل، وكانت القوات البحرية في كل من إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة قد اعتادوا إجراء تنفيذ هذه المناورات التي تحمل اسم "الحورية الواثقة" سنويا منذ 10 سنوات، كما أجريت تلك المناورات الصيف الماضي رغم الخلاف الذي نشب بين تركيا وإسرائيل بسبب الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة.