جاء فوز النائب السابق حمزة منصور بمنصب أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي - الذراع السياسية لإخوان الأردن - علي حساب منافسه محمد الزيود، ليعلن استمرار سيطرة "تيار الحمائم" علي قيادة الحزب، بعد محاولة تيار الصقور انتزاع هذه السيطرة من خلال ترشيح زكي بني أرشيد للمنصب من قبل مجلس شوري الجماعة. وحصد منصور "حمائم" 62 صوتاً مقابل منافسه محمد الزيود "الصقور" 55 صوتاً، في انتخابات هي الأولي من نوعها في تاريخ الحزب التي تجري لاختيار الأمين العام بشكل مستقل عن جماعة "الإخوان"، حيث اعتادت الجماعة خلال سنوات مضت أن توصي باسم أمين عام الحزب ليقره مجلس شوري الحزب. خروج نتيجة الانتخابات علي هذا النحو وقف استقالات كانت محتملة لتيار "المعتدلين" من الحزب في حال فوز تيار "الصقور" إذ استمر الصراع علي قيادة الحزب لأشهر. منصور هو أحد الشخصيات السياسية التي تتمتع بقبول من الجميع حيث كان منصور أشار إلي أن ترشحه لن يكون إلا بعد التوافق وأن يسهم في حل المشكلة التي عصفت بالحركة، وقال إن الشأن الداخلي للحزب بحاجة إلي مزيد من الاهتمام وترتيب الأوضاع الداخلية إضافة إلي تحفيز لإخوة علي العمل خصوصًا الذين ساءهم تأخر انتخاب لأمين العام، وكنتيجة محتملة للأزمة وإفرازاتها، فإن علي أجندة الجناح المعتدل المصرّ علي توجيه الإخوان الاهتمام بالشأن الداخلي، ويدرك الإخوان أن عمق الخلاف علي الخط السياسي سيطيل أمد الأزمة وستأخذ أشكالاً أخري، أبرز تجلياتها في الانتخابات النيابية، إذا تقرر خوضها. ويتحدث إخوان صراحة عن أزمة حقيقية ستولد بين ثنايا الملف الانتخابي، واحتمالاتها: إقصاء رموز جناح الاعتدال من الترشيح، أو دفع المعتدلين لخوض الانتخابات، جنبا إلي جنب، مع رموز الخط المتشدد، ومن ثم العمل علي إسقاط جناح الاعتدال، كما حدث في الانتخابات السابقة، والغاية الأساسية من ذلك رسالة مفادها إيضاح أن الصراع كان علي إعادة توجيه الخط السياسي العام للجماعة. هنا فإن جناح التشدد قد يسعي إلي تبريد الأزمة بطريقة أو أخري، لانتزاع قرار بالمشاركة في الانتخابات النيابية، لغاية سياسية بحتة، فالوجود في مجلس النواب يوفر شيئا من الحماية، إضافة إلي أن وجود كتلة نيابية إسلامية سيكون بمثابة جسر للاتصال بالحكومة وتقليل فرص الصدام، كما أنه يوفر منبرا سياسيا وإعلاميا مهما في ظروف دقيقة داخليا وإقليميا. لكن جماعة الإخوان ستواجه مشكلة متعددة الأوجه، أساسها ماهية سبل خلق تفاهمات بين جناحي الأزمة، تمنع الاشتباك حول قائمة المرشحين، وكيفية تحفيز الكوادر المحبطة مما يجري، والأهم كيفية ترميم صورة الإخوان المهتزة أمام الرأي العام، فالإخوان يخشون من أن تكون أزمتهم سببا في تراجع شعبيتهم.