أرسل صديقي القس رفعت فكري سعيد (راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف ذ شبرا) تعقيباً علي ما كتبته يوم الأربعاء 9 يونيو الماضي تحت عنوان (مصريون ماكس ميشيل) حيث يقول: تضمن المقال هجوماً علي شخصي بسبب تصريحات لي بجريدة "روزاليوسف" نشرت يوم الأحد 6 يونيو الماضي في صفحة (قساوسة ورهبان) بخصوص قناة "المصريون" التي سيبثها الأنبا مكسيموس، ولم تكن هذه هي المرة الأولي التي تهاجمني فيها علي صفحات روزاليوسف، ولكنني آثرت ألا أرد، بل والتمست الأعذار. ولكنني في هذه المرة قررت الرد، وأرجو أن يتسع صدرك لها: أولاً: علي الرغم من أن الأستاذ هاني لبيب ينتمي إلي الكنيسة الأرثوذكسية، إلا أنه فجأة انضم لجماعة العلمانيين التي تنادي بالإصلاح الكنسي داخل الكنيسة، وفجأة وبدون سابق إنذار انقلب علي جماعة العلمانيين وعاد مرة أخري إلي أحضان الكنيسة دون أسباب واضحة، فهو يقول عن شخصي ما نصه إنني (حالة فكرية خاصة.. فنجده حاضراً في غالبية الندوات واللقاءات والمؤتمرات التي ينظمها المجتمع المدني المصري، كما نجد له حضوراً ملحوظاً في وسائل الإعلام، سواء كانت جرائد ومجلات أو قنوات فضائية، وأتساءل: من هو الحالة الفكرية الخاصة.. أنا أم هو؟!!. ثانياً: إنني لست أدافع عن شخص بعينه، ولا عن طائفة بعينها لأنني أولاً وأخيراً أنتمي إلي الكنيسة الإنجيلية المشيخية، ويشرفني جداً هذا الانتماء، ولكنني إيماناً مني بالحريات وبحقوق الإنسان.. أدافع عن حرية أي شخص في أن يعتقد ما يشاء.. فدفاعي عن حرية المسلم في أن يكون مسلماً ليس معناه أنني مسلم، ودفاعي عن حقوق البهائيين ليس معناه أنني بهائي، ودفاعي عن الأنبا مكسيموس ليس معناه أنني أرثوذكسي، ولكن إيماني بحقوق الإنسان واتساقي مع ذاتي يجعلني أؤمن بأن حقوق الإنسان لا تتجزأ!. ثالثاً: أنا لا أمثل إلا شخصي فقط، وذلك لأن الكنيسة الإنجيلية عندما تتحدث أو تقول رأياً في أي موضوع فإنها تصدر بياناً رسمياً بذلك، وبخلاف أي بيان رسمي تكون آراء أي شخص ينتمي للكنيسة هي آراء شخصية، ولكن لأن كنيستي الإنجيلية كنيسة ديمقراطية وليست كنيسة فرد واحد يفرض سيطرته علي الكيان.. فإنها تتيح لأي فرد فيها أن يعبر عن رأيه الشخصي بكامل حريته. ومن هنا أتمني أن تنظر إلي الحرية في الكنيسة الإنجيلية من هذا المنظور، وليس من المنظور الذي تتبناه كنيستك التي تنتمي إليها. رابعاً: ما الخطأ في أن أقدم برامج تنويرية في أي قناة أياً كانت توجهاتها.. طالما لا يفرض علي أحد ماذا أقول أو ماذا أقدم؟، هذا فضلاً عن أن قناة «المصريون» تتبني أفكاراً مدنية تنويرية ضد (الظلامية) والتعصب والطائفية والتخلف. كما أنها ضد الدعوة للدولة الدينية.. ما الخطأ في هذا؟!!. خامساً: إنني أدعوك لأن تنتمي لكنيستك وتدافع عنها كما تشاء، ولكن ليس من حقك أبداً ولا من حق كنيستك.. أن تصادروا أفكار الآخرين أو حرياتهم أو معتقداتهم، وليس من حقكم أن تظنوا أنكم بمفردكم تمتلكون الحقيقة المطلقة. وغداً أعقب علي ما كتبه القس رفعت فكري.