يمثل القس رفعت فكري (راعي الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا) حالة فكرية خاصة.. فنجده حاضراً في غالبية الندوات واللقاءات والمؤتمرات التي ينظمها المجتمع المدني المصري، كما نجد له حضوراً ملحوظاً في وسائل الإعلام، سواء كانت جرائد ومجلات أو قنوات فضائية. يتبني رفعت فكري العديد من المواقف الفكرية والسياسية التي تسبب له الكثير من الأزمات سواء علي المستوي الشخصي أو علي مستوي كونه رجل دين تابعا للكنيسة الإنجيلية المصرية.. مما يصبغ في الكثير من الأحيان تصريحاته بما هو أبعد من دلالتها بكثير. مؤخراً.. نشرت صفحة (قساوسة ورهبان) بجريدة "روز اليوسف" يوم الأحد الماضي تصريحاً خاصاً للقس رفعت فكري يقول فيه: إن ماكس ميشيل في زيارة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وسوف يعود إلي مصر مرة أخري، وليس صحيحاً أنه هاجر بلا عودة. كما قال: إن قناة الراعي الصالح الخاصة بماكس ميشيل سوف تتوقف عن البث لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم تعود للبث تحت اسم قناة "المصريون". وسوف تتحول إلي قناة ثقافية تنويرية عامة تخاطب كل المصريين لا أعضاء كنيسة ماكس ميشيل فقط. إن تبني مواقف فكرية متباينة هو حق لكل مواطن مصري.. وبشكل خاص من يعمل بالفكر وبالعمل العام.. ولكن يبقي هذا الحق في حدود الحرية المسئولة؛ فهذه الحرية مرتبطة بالمجتمع وليست بالفضاء المطلق.. فهي مسئولية مجتمعية بالدرجة الأولي. يتبني القس رفعت فكري الدفاع المطلق عن البطريرك الوهمي المزعوم ماكس ميشيل، ويتعاون معه من خلال تسجيل حلقات لقناة ماكس ميشيل الموقوفة والمأمول تشغيلها حسب تصريحات رفعت فكري. التي أكد فيها أيضاً أنه تعاون فردي ولا يمثل الكنيسة الإنجيلية التي ينتمي إليها، ولكنه يعبر عن حريته الشخصية حيث يستغل أي نافذة يعرض من خلالها أفكاره بدون أن يتقاضي مليماً واحداً من ماكس ميشيل سواء عن برامجه التي سبق أن قدمها علي قناة الراعي الصالح أو التي قام بتصويرها لقناة المصريون. ويبقي السؤال: هل يمكن أن نفصل بين شخصية القس رفعت فكري كرجل دين يمثل الكنيسة الإنجيلية المصرية من جهة، وبين أفكاره وآرائه الشخصية من جهة أخري؟. ويترتب علي هذا السؤال: هل يمكن أن يستغل رفعت فكري فضاء الحرية الشخصية في استغلال أي نافذة فضائية لمجرد عرض أفكاره.. بغض النظر عن مرجعية تلك القناة الفضائية، كأنه لا يتبع سياساتها أو يوافق علي مبادئها؟. تري، لو قامت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانوناً بإنشاء قناة فضائية.. هل يمكن أن يعتبرها رفعت فكري.. نافذة له لعرض أفكاره.. بغض النظر عن قيم الجماعة المحظورة التي تأتي علي نقيض مفهوم المواطنة وثوابتها؟. أعتقد أنه يجب علي القس رفعت فكري أن يعيد النظر في مواقفه الفكرية.. لكي لا تحمل علي أكثر مما تحتمل بسبب حالة الفوضي التي نعيش فيها الآن.