ساد الهدوء النسبي مدينة اوش القرغيزية، بعد المواجهات العرقية بين القرغيز والأوزبك والتي أسفرت عن تشريد 400 ألف نازح وسط مخاوف من حدوث كارثة عسكرية. وحذرت الأممالمتحدة من خطورة الوضع الإنساني مع ارتفاع ضحايا العنف الذي قال الصليب الأحمر: إن عدد ضحاياه أكبر بكثير من المعلن عنه. خاصة بعد ما كشفت التقارير عن حاجة المواطنين إلي المساعدات في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها، فالمحال التجارية إما احرقت أو نهبت. وكانت وزارة الصحة القرغيزية قد أعلنت في وقت سابق عن ارتفاع عدد ضحايا أحداث العنف إلي 191 قتيلا، بينما ارتفع عدد المصابين إلي 1971شخصا. وقد دعا أنطونيو غوتيريس المفوض الأعلي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، دول جوار أوزبكستان وقرغيزستان والمجموعة الدولية، القيام بما وسعها للحيلولة دون تحول "مأساة" المواجهات العرقية بين القرغيز والأقلية الأوزبكية إلي "كارثة". بدوره اعلن فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان بلاده ستقدم مساعدة انسانية اضافية بقيمة 5.6 مليون دولار للمساهمة في إعمار البلاد. من ناحية أخري رفضت الحكومة الروسية اقتراح الأممالمتحدة إرسال دعم عسكري دولي إلي قرغيزستان، والتورط في نزاع إقليمي قد يمتد ليشمل مناطق أخري كما لا تريد أن توجه إليها التهمة بالانحياز بالمنطقة بحسب محللين. من جانبه أعلن وزير الدفاع بالوكالة إسماعيل إسحاقوف إن بلاده لم تعد تحتاج إلي القوات الأجنبية لدعم السلام. وقد قامت الصين بإجلاء قرابة 1300 من رعاياها في قيرغيزستان، وأكدت سون دالي نائب مدير إدارة الشئون القنصلية بوزارة الخارجية الاهتمام بالمواطنين الصينيين الذين لايزالون في قيرغيزيا ، وتقديم المساعدات الفورية لهم في ضوء مستجدات الأوضاع هناك. وكانت الصين قد أقامت جسرا جويا لإجلاء رعاياها من قيرغيزيا البالغ عددهم نحو سبعة آلاف معظمهم من التجار وعمال البناء وغالبيتهم يتواجدون في مدينة أوش، وذلك علي الرغم من تقارير تلقتها من سفارتها في بيشكك تؤكد عدم سقوط قتلي أو مصابين بين الرعايا الصينيين وإن تعرضت بعض المؤسسات والمحلات التجارية التي يملكها صينيون للسلب والنهب.