اشتهرت قارة أفريقيا بالفقر والمجاعات والنزاعات العسكرية والانقلابات وغيرها من مظاهر ظلم البشر والتشرد وهي الصورة النمطية التي يأخذها العالم عن سكان القارة السمراء وهي الصورة التي بدأت تتغير نسبيا في نظر العديد من وسائل الإعلام في أوروبا والتي أكدت أن اهتمام العالم الحالي بتلك القارة وبخاصة دولة مثل جنوب أفريقيا فتح عيون العالم علي قارة ثرية أدبيا وفكريا تنظر إليها بعمق ودهشة وإعجاب رغم المأساة التي يعيشها سكان تلك البلدان الفقيرة التي تخرج من حرب أهلية إلي أخري إلا أنها تظل بئرا من الأسرار والعجائب لا تنضب لكل من يحاول كشف خباياها. جنوب أفريقيا تعتبر نموذجا مثاليا للقارة السمراء الغنية فكريا حيث تمتلك اثنين من الحائزين علي جوائز نوبل في الأدب وهما نادين جورديمر وجون ماكسيل كوتزي حيث يملكان تراثا فكريا يستحق الإعجاب في بلد شهد علي أرض الواقع كراهية غير مسبوقة وصداما للهويات والحضارات، واعتبر العديد من وسائل الإعلام العالمية أن كأس العالم الحالية ذهبت إلي مكانها المناسب لتتجه أنظار العالم نحو علي الثراء الفكري الناجح الذي خرج نتيجة هذا الصراع في قارة لم يعرف عنها سوي الانقلابات والصراعات . كتاب التشرد في جنوب أفريقيا للكاتب خابيير ريفيرتي هو مجموعة من القصص المروعة إن جاز وصفها بذلك والرائعة في الوقت نفسه لبلدان القارة الأفريقية وهي القصص التي تكشف أسرار تلك القارة خصوصا في بلدان مثل جنوب أفريقيا وزيمبابوي وتنزانيا ورواندا والكونغو حيث يسير الفقر جنبا إلي جنب مع طبيعة تلك القارة الجميلة وحنانها وعاطفتها علي حد وصف الكاتب في محاولة لفهم عميق لطبيعة البشر فيها، دولة مثل جنوب أفريقيا تعيش حاليا نتيجة عكسية لسنوات الصراع الطويلة بين السود والبيض الذين يشكلون حاليا 15% تقريبا من سكان البلاد ذات الغالبية السوداء حيث يشهد السكان البيض في أحيان كثيرة اضطهادا في سوق العمل وغيرها من دفع النخبة البيضاء للتحدث عن التحرر السياسي لغيابهم عن الساحة بفعل فاعل علي حد ظنهم.