في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين امس تناول وزير الخارجية أحمد أبو الغيط عدة قضايا اقليمية ودولية وفتح الملفات ذات الأولوية للسياسة الخارجية المصرية وقال: أنه التقي علي هامش مشاركته في قمة فرنسا - افريقيا الأخيرة بمدينة نيس الفرنسية رئيس وزراء اثيوبيا ميليس زيناوي، كما اجري مباحثات مع وزير خارجيتها، وأن مباحثاته معهما تركزت علي موضوع مياه النيل، معربا عن أمله في ان تتحرك الامور باتجاه محاولة اعادة الجسور مرة اخري بين البلدين. ووصف أبو الغيط ان لقاءاته مع المسئولين الاثيوبيين كانت ايجابية، وقال ان «جميع اللقاءات التي عقدتها مع الجانب الاثيوبي كانت تتسم بالايجابية الشديدة»، معربا عن امله في ان تتاح الفرصة للمزيد من المناقشات المصرية - الاثيوبية قريبا في هذا المجال، مؤكداً وجود تحركات مصرية نشطة تجاه ملف مياه النيل، وقال ان هذه التحركات غير معلنة حتي الآن وانه سيتم الاعلان عنها في حينها. واضاف وزير الخارجية، انه التقي عدداً من الاطراف المانحة في مقدمتهم روبرت زوليك رئيس البنك الدولي مشيرا الي ان هناك احتمالات لايفاد البنك الدولي احد المتخصصين او مجموعة عمل الي القاهرة للاجتماع مع المعنيين في وزارات الخارجية والري والتعاون الدولي للبحث في كيفية العودة مرة اخري لبناء الجسور بين مصر والدول الخمس التي وقعت علي اتفاق عنتيبي بأوغندا. وفي الشأن الفلسطيني قال أبوالغيط: إن مصر في انتظار قدوم حركة حماس للتوقيع علي الوثيقة المصرية للمصالحة الفلسطينية، مشيرا إلي أن الحركة حتي الآن لم تستجب للطرح المصري، وأضاف «إن مصر طرحت هذا الأمر مرارا وتكرارا ومازالت تنتظر قدوم الإخوة في حماس لكي يوقعوا علي الوثيقة المصرية، ولكي يطلقوا هذه المصالحة من خلال الآليات المتفق عليها، وإن الجامعة العربية جزء من هذه الآليات». وردا علي سؤال حول سحب مبادرة السلام العربية، قال أبوالغيط: «إن المبادرة تتحدث عن الأرض مقابل السلام، وتتحدث عن الدولة الفلسطينية وحل عادل لقضة اللاجئين»، موضحا أن من يتحدث عن سحب هذه المبادرة كأنه يتخلي عن الرغبة في إقامة الدولة الفلسطينية، وقال: إذا ما فكر العرب في سحب هذه المبادرة فكأنهم يعطون إلي إسرائيل طبقاً من فضة، مضيفا «لا أتصور أننا نقول اليوم بسحب المبادرة، لأننا في هذه الحالة سنخلق وضعا مضادا تماما للوضع العربي الحالي». وقال: المبادرة العربية للسلام الآن موجودة، ونسعي لتحقيقها ونضيق الخناق من خلالها علي الجانب الإسرائيلي، ونحصل علي أطراف متحالفة، وإذا لم نحقق هدفها اليوم فلنحققه غدا، لأنه لا يوجد بديل عن السعي من أجل المفاوضات لتحقيق السلام وإتاحة الفرصة للدولة الفلسطينية، ومن يرغب في العودة إلي المواجهة والصدام المسلح، فليقل هذا تحديدًا. وأضاف أبوالغيط: «نحن نضيق الخناق.. ونتحدث بقوة، وندافع عن المصالحة العربية وعن مصالح الفلسطينيين، ونطالب بخطوط 4 يونيو 1967، وبحل عادل لقضية اللاجيئن وأن القدسالشرقية هي عاصمة للدولة الفلسطينية، وأن هذه هي المواقف العربية التي تم تترجمتها إلي مبادرة السلام». وحول العلاقات المصرية الجزائرية قال أنه اجتمع مع نظيره الجزائري مراد مدلسي علي هامش قمة «نيس» وان مباحثاته معه اتسمت «بالدفء»، وأضاف إنه تم خلال اللقاء مناقشة كيفية استعادة حيوية العلاقات بين البلدين، مشيرا الي ان الزمن القريب كفيل بالتقدم في هذا المجال. وأكد أن شعبي مصر والجزائر في حاجة لبعضهما البعض، وفي حاجة إلي هذا القدر من التنسيق والعمل المشترك لنصرة القضايا العربية. وأضاف «يجب ألا ننسي ان الجيش الجزائري حارب علي الارض المصرية، ويجب ألا ينسي الاخوة في الجزائر ان مصر كانت السند الاساسي لمساعدة جيش التحريرالجزائري للانتصار علي الاستعمار الفرنسي»، مشيرا الي ان هذه الصلات وهذه الاخوة يجب ألا تهدر بسبب مباراة كرة قدم. وتابع «ان ما نسعي اليه في الوقت الحالي هو ان نؤمن مباريات كرة قدم لا نري خلالها هذه العصبية التي كانت موجودة في السابق»، معربا عن امله في ان تستضيف الفرق المصرية والجزائرية، وكذلك مشجعو البلدين بعضهم البعض باعتبارهم اهلاً وشعوباً شقيقة، مضيفاً «سوف نسعي لمزيد من التنسيق لتفادي اي تطورات سلبية». من ناحية أخري أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي أن أحمد أبوالغيط وزير الخارجية سوف يلتقي خلال أيام مع المبعوث الأمريكي للسودان «سكوت جريشن» بالقاهرة مطلع الأسبوع المقبل لإجراء مشاورات بشأن تطورات الشأن السوداني والاستحقاقات بالغة الأهمية التي ستشهدها الأشهر القليلة، وفي مقدمتها الإعداد لاستفتاء حق تقرير المصير في جنوب السودان المزمع إجراؤه في يناير 2011 . وأوضح انه سيبحث مع المبعوث الأمريكي الرؤية المصرية لسبل مساعدة شريكي الحكم في السودان علي الحفاظ علي الشراكة القائمة بينهما بهدف التوصل إلي رؤية مشتركة تسهم في جعل خيار وحدة السودان جاذبًا.