أكدت دراسة أكاديمية بالمجلس المصري للشئون الخارجية حول تقييم دور مصر الإقليمي منذ عام 1952 وحتي الآن أن فترة الرئيس مبارك هي الأكثر عقلانية في إدارة الدور الإقليمي المصري حيث حفظ المصالح المصرية وأمنها القومي ووضعهما فوق أي اعتبار كما حافظ علي لعب دور مؤثر بالنسبة لحركة شعوب المنطقة في حدود امكاناتها. وأوضحت أن مصر في عهد الرئيس مبارك اتبعت اتجاهاً وسطياً تحافظ مع خلاله النخبة المصرية علي جميع القنوات والأوراق الدبلوماسية مفتوحة مع أغلب الفاعلين الإقليميين، وأضافت الدراسة التي أعدها الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية والدكتورة سالي اسحاق استاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة أن مصر لم تكف عن الاضطلاع بدور إقليمي مؤثر وقائدة لأمور المنطقة منذ الخمسينيات من القرن الماضي وحتي الآن وأن حرص مصر علي القيام بهذا الدور هو لأنها طالما تميزت بحس قوي بالقومية العربية والثقافة واللغة والدين المشترك إضافة إلي الدور التاريخي الذي لعبته في المنطقة والروابط العديدة التي تؤصل العلاقات بين مصر والدول العربية. واستعرضت الدراسة منجزات الدور المصري علي جميع الأصعدة والقضايا مشيرة إلي أنه عادة ما يتم تقييم الدور المصري من زاوية مفهوم الدور نفسه دون الأخذ في الاعتبار منظور المصلحة الذي لا يقل أهمية إن لم يكن يفوق منظور الدور نفسه. وأشارت الدراسة إلي أن أغلب المصالح الوطنية كانت فوق أي اعتبارات ففي عهد الرئيس أنور السادات غلب الاهتمام بقضية تحرير الأرض ثم أتي بعد ذلك الاهتمام بالدور الإقليمي النشط لمصر وبناء علي هذا تشكلت مواقف الرئيس السادات في علاقته مع الاتحاد السوفيتي السابق والولاياتالمتحدة والتي رجحت أهمية التعاون السياسي والاستراتيجي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وقد شهدت تلك الفترة بتراجع دور مصر الإقليمي. وأوضحت الدراسة أنه في فترة الرئيس حسني مبارك حافظت مصر علي الشراكة الاستراتيجية والسياسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وعلي علاقة السلام وقد مثل ذلك ثوابت ومحددات أساسية في السياسة المصرية ولدور مصر الإقليمي وظلت ترتبط مصر طوال فترة مبارك سياسياً واقتصادياً من وجهة نظر مصلحية وأنه منذ نهاية عام 1981 وحتي الآن اتسمت هذه الفترة بالسعي نحو طريق وسط تحافظ فيه مصر علي مصالحها المختلفة واعتبارات المكانة كهدف أصيل في حد ذاته وقد اضطلعت مصر حتي أثناء عزلتها عن العرب بدور إقليمي مؤثر سواء في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والحفاظ علي السلام. وأوضحت الدراسة أن مصر حاولت منذ بداية عهد الرئيس حسني مبارك أن تحقق المعادلة الصعبة في الحفاظ علي المصالح المصرية وأمنها القومي في ظل الترتيبات السياسية والاستراتيجية وفي نفس الوقت استرجاع دورها الإقليمي الرائد وهو ما نجح في تحقيقه بطابع برجماتي واقعي يختلف عن الطابع الأيديولوجي الذي ساد في مرحلة الرئيس جمال عبد الناصر وأصبحت تعلي من المصالح الوطنية. وأشارت الدراسة علي سبيل المثال إلي أن لمصر مواقف أعلت من قيمة دورها في المنطقة فمنذ إعلان أمريكا الحرب علي الارهاب، بعد أحداث 11 سبتمبر طرحت مصر مبادرة ورؤية موازية لرؤية أمريكا فرقت فيها بين الإرهاب والعلاقة بين الحق في تقرير المصير من أجل حماية حقوق الشعب الفلسطيني وحق المقاومة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وقد حظيت هذه المبادرة بتأييد اقليمي عربي وأعلي من دور مصر الإقليمي.