أكد دبلوماسيون وخبراء أن الرئيس محمد حسني مبارك نجح في تحقيق توازن بين الدور الاقليمي لمصر في منطقة الشرق الأوسط, وبين أمنها القومي ومصلحتها الوطنية. جاء ذلك في الندوة التي عقدت مساء أمس الأول بالمجلس المصري للشئون الخارجية لمناقشة دراسة أعدها الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة حول دول مصر الاقليمي منذ خمسينيات القرن العشرين حتي الآن التي حضرها تخبة من الدبلوماسيين والخبراء. كما أكد المشاركون في الندوة احتفاظ مصر بثبات دورها الاقليمي الفاعل في المنطقة والذي بدأ في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بقيادة حركات التحرر الوطني في الدول العربية والإفريقية, كما ظهر ذلك بوضوح في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في صورة التنسيق السياسي والاقتصادي علي المستوي العربي خلال حرب أكتوبر عام1973. وذكرت الدراسة أن الدور الاقليمي المصري بدأ بالتحرر من الاستعمار تحت شعارات تركزت حول الحرية والاشتراكية والوحدة التي كانت سائدة فترة حكم الرئيس عبدالناصر. وأكد د.علوي أنه لا أحد يستطيع إنكار الدور الذي لعبه عبدالناصر لترسيخ المكانة الاقليمية لمصر, غير أن عدم التفاته لاعتبارات الأمن القومي أدخله في صراعات اقليمية ثم دولية انتهت بكارثة عدوان1967, ليتحول الهدف من التحرر من الاستعمار إلي تحرير جزء من الوطن وقع تحت الاحتلال وهو عبء ثقيل من الناحية السياسية والاقتصادية والفكرية. وأضاف أن السادات أعاد لمصر قوتها من جديد عبر انتصار أكتوبر والتنسيق العربي خلال الحرب, غير أنه بتوقيعه لاتفاق السلام مع إسرائيل دخلت مصر في خصومة مباشرة مع بعض الاطراف العربية. وأشار د.علوي إلي عودة مصر بنجاح إلي اشقائها العرب في عهد الرئيس مبارك أعاد التوازن لدور مصر الاقليمي كما حقق مصلحتها وأمنها القومي. ومن جانبها, قالت سالي اسحاق المدرسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية التي شاركت في الدراسة إن تقييم الدور الاقليمي المصري يأتي من خلال منظور الدور والمصلحة بمعني التأثير علي مجريات الأمور الاساسية في المنطقة عموما وإدارة الدور المصري للحفاظ علي الأمن القومي للدولة. وأضافت أن الدراسة أظهرت أنه منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر حتي عصر الرئيس مبارك ظل هناك نوع من الثبات في تأثير مصر اقليميا من خلال مساندة مصر بكل حركات التحرر والمقاومة الوطنية في إفريقيا ومساندة القضية الفلسطينية إلي جانب التنسيق العسكري والاقتصادي بين مصر والدول العربية خلال حرب1973 م. وأشارت إلي أن فترة حكم الرئيس مبارك شهدت إعادة تأكيد لعودة الدور المصري القومي الذي يتصدر القوي الاقليمية شبه المتساوية, وذلك من خلال دور مصر الفاعل في القضية الفلسطينية. وفي طرح دعوة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل علي الاجندة الدولية عام1995, وتأكيد ذلك خلال المؤتمر الأخير لمراجعة معاهدة حظر أسلحة الدمار الشامل في نيويورك. حيث قادت مصر جهدا دبلوماسيا يهدف لعدم استثناء إسرائيل من هذه المعاهد. وأضافت سالي اسحاق أن الرئيس مبارك انتهج طريقا وسطيا بصورة ناجحة لإعادة مصر للدائرة العربية دون التخلي عن التزامات سلام عام1979 مع إسرائيل مكنها من لعب دور الوسيط الفاعل والاساسي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.