أدان عدد من المثقفين الفنانين خالد حافظ ووائل شوقي بعد اتهامهما بالتطبيع والاساءة للرموز الوطنية، في بيان أصدروه يوم افتتاح الدورة ال"21" من صالون الشباب، وكانت الإدانة قد بدأت بحملة قادها الناقد أسامة عفيفي طالب فيها النقابة بالتحقيق مع الفنانين، في نفس التهمة، كما ظهر "جروب" علي "الفيس بوك" يحمل نفس المعني ويهاجم الفنانين، بعنوان "ضد إهانة ثقافتنا وأطفالنا". أسامة عفيفي أوضح موقفه قائلا: إنني أقوم بهذه الحملة منذ مارس 2010 بعد افتتاح معرض "لماذا لا؟" في قصر الفنون بأرض الأوبرا المصرية، حين عرض خالد حافظ فيديو بعنوان إباحي، يهين فيه رمز وطني، وهو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أيضا وائل شوقي فقد شارك بعمل يمثل اغتيال الرئيس السادات، وكأنها "تيلي ماتش"! ويسخر أيضا من النصب التذكاري للشهداء، كل هذا استفزني بشدة، أما البيان فهو صادر من جروب "ضد إهانة ثقافتنا وأطفالنا" علي الفيس بوك، الذي وقع عليه أكثر من 30 من المثقفين والتشكيليين، يتهمون فيه كلا من الفنان خالد حافظ والفنان وائل شوقي بالتطبيع. وعند سؤال أميرة محمد صاحبة جروب "ضد إهانة ثقافتنا وأطفالنا"، التي تصف نفسها بأنها مواطنة مصرية، وترفض الإفصاح بأكثر من ذلك، علي أي أساس أصدر الجروب هذا البيان، الذي يتهم فنانين مهمين في الحركة التشكيلية المعاصرة بالتطبيع؟ قالت: البيان لا يتكلم عن التطبيع فقط، وإنما عن إهانة حدثت لرموز مصرية، وفي المقام الأول الشعب المصري، أيضا في الجروب توجد مجموعة من الصور التي تم تصويرها للفنان خالد حافظ في الإمارات وفي أماكن مختلفة، صور مسيئة لنا وتسخر من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي يعتبر للآن حالة خاصة عند الوطن العربي ككل. وأكملت: الفنان وائل شوقي صور النصب التذكاري بشكل ساخر، وكلنا يعلم أن النصب هو تكريم للشهداء المختلطة دماؤهم بكل حبة رمل بمصر، فأنا سؤالي لماذا وافقت قاعات الدولة علي هذه النوعية من الأفكار والأعمال؟ فإذا رأينا كيف يتعامل كل من الفنان خالد حافظ والفنان وائل شوقي في الخارج، سنجد وائل شوقي قدم عملا بعنوان "الأقصي بارك"، يتحرك كأنه حلزونة، علي أساس أنه يعبر عن صراع القوي والقوميات المختلفة علي الأقصي، حسنا.. الفكرة جيدة، ولكني معترضة علي طريقة التقديم، أيضا أعترض أن هذا العمل شارك به في معرض medium religion بألمانيا، وإلي جانبه فنان لبناني يصور المسلمين وهم يذبحون الحيوانات في عيد الأضحي، فهي سخرية من الأديان عموما، أنا أري كمصرية ومسلمة أن هذا العمل يشير لمناطق سيئة، وأري أنه أسوأ بكثير من الكاريكاتير الدانمركي. أما الفنان خالد حافظ فقد شارك أيضا بفيديو يسخر من التنحي، ومن رمز وطني عريق وهو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في معرض دولي، أيضا في معرض بانجلترا شارك الفنان خالد حافظ بعمل تجهيز في الفراغ يسخر فيه من العرب، ومن المحجبات، وكانت التيمة الرئيسية للمعرض ككل هو المحجبات والشواذ! وكل الصور توجد علي الجروب علي الفيس بوك. أعتقد أن هذا شيء مهين لأقصي درجة، حتي لغير المصريين وغير العرب، وغير المسلمين، هذا عن شق إهانة الرموز أما بالنسبة لشق التطبيع: فمؤسسة "المعمل للفنون"، هذه المؤسسة قامت بعمل "القدس عاصمة للإنسانية" ردا علي "القدس عاصمة الثقافة العربية"، وكان وائل شوقي أحد المشاركين بالمعرض بعمله "الأقصي بارك" ويوجد ملف علي الإنترنت بالعبري يتساءلون فيه حين يهدم الأقصي كيف سيكون شكله مرة أخري؟ ولقد ترجمته لي الأستاذة هالة العيسوي بالأخبار واستعانوا فيه بعمل الفنان وائل شوقي "الأقصي بارك". وواصلت: بالنسبة للتطبيع عند الفنان خالد حافظ، فهناك مصور فوتوغرافي فلسطيني اسمه ستيف سابيلا شارك في معرض بسراييفو، وهو ورشة سنوية تقام تحت راية حوار الأديان، بحيث يتم الجمع بين الفنانين من الدول التي يوجد بينها خلاف، ويقوم كل فنان بإنتاج عمل بروح الدولة المختلف معها، الهدف من الورشة هو الاهتمام بالفنانين الذين لديهم مشكلة في بلادهم في الإبداع والتواصل، الفنان خالد حافظ شارك بهذه الورشة بعمل يرتدي فيه طاقية الحاخام، ويصوره هذا المصور الفلسطيني! نحن كجروب فكرنا في البداية في عمل مظاهرة للاعتراض علي ما يحدث، لكننا فضلنا إصدار البيان الذي تساءلنا فيه: ما الذي يحدث في قاعات الدولة؟ خاصة أن هذا البيان أكثر قيمة وأفضل من فكرة المظاهرة. وعند سؤال أميرة عن إمكانية اشتراكها هي ومؤسسي الجروب في ندوة تضم الفنانين خالد حافظ ووائل شوقي ونقيب التشكيليين الفنان مصطفي حسين والناقد أسامة عفيفي، لمناقشة وجهات النظر قالت: أنا لست جهة رسمية لمناقشة الموضوع أنا مجرد مواطنة مصرية مسلمة عربية مستنكرة للوضع لا أكثر. وعلي الجانب الآخر قال الفنان خالد حافظ أحد المتهمين بالتطبيع: لست مطبعا وأرفض التطبيع، ولم يسبق لي العرض في إسرائيل ولا في القدس ولا في أي من المدن الفلسطينية المحتلة، ولم أذهب إلي أي مدينة إسرائيلية، ولم تعرض أي من أعمالي حتي المشتري منها في أية مدينة إسرائيلية، وأتحدي أي شخص يثبت غير ذلك، واحتفظ بحقي القانوني والنقابي ضد من يقول غير ذلك، كما أحافظ علي الثوابت الوطنية، وانتمائي للعلم المصري تصل إلي درجة التقديس، وأنا لا أنتمي لأية أحزاب، واحترم المؤسسة الرسمية وقياداتها، ووالدي من الرجال الوطنيين، فقد حارب سنة 56 كطبيب، وكان له مهمات خاصة في سوريا أثناء الوحدة مع مصر، وشارك في حرب اليمن، وفي المهمات السيادية الأخري، كما قام بمهمات في الجزائر وشارك في حرب 67 وفي حرب الاستنزاف ثم كقائد لمستشفي القصاصين العسكري. وأضاف: العمل الذي عرضته في معرض why not? ليس له علاقة بالرئيس عبدالناصر، وإنما تناولت فكرت التنحي، وربطته بالاختلاف بين القاهرة القديمة والتي بنيت علي الطراز الفرنسي، وبين العمارة المتهالكة لهذه الأيام بسبب قيادات المحليات التي لا تتنحي، وأخذت الرئيس الراحل عبد الناصر أي "أبو الهول" كرمز للعمارة الكاملة ومقارنتها بما آلت إليه العمارة الحالية، وبخصوص عملي الآخر، وكان بعنوان "حوار الجيران"، فقد تناولت فيه ما كان يدور في الدول المجاورة لتركيا فترة السلطان كمال أتاتورك في الفترة عام 1923م، ولم تكن خلالها إسرائيل قد وجدت من أساسها، والهجوم الحادث الآن موجه ضد وزارة الثقافة بشكل عام وضد قطاع الفنون التشكيلية بوجه خاص، وأحيي قطاع الفنون التشكيلية وقياداته الشابة علي المشاريع الضخمة التي يقومون بها.