أعتز كثيراً بالدكتور الشيخ سالم عبد الجليل ليس فقط لكونه وكيلاً لوزارة الأوقاف المصرية وواجهة مشرفة لها ولمصر في الخارج؛ بل أيضاً لكونه فقيهاً وباحثاً مدققاً للمرجعية الإسلامية الوسطية والمعتدلة. وهو ما تأكد لي بعد أن قرأت الحوار الذي أجراه معه روبير الفارس بجريدة وطني يوم الأحد الماضي. في هذا الحوار المهم قال د.سالم عبد الجليل العديد من الأفكار المهمة والعبارات المحددة التي اخترت بعضها.. للتوقف أمامها لدلالتها في حياتنا الآن، وذلك علي غرار: - أن وزارة الأوقاف لها دور في تعضيد الوحدة الوطنية من خلال: اختيار أكفأ خريجي جامعة الأزهر الشريف للعمل أئمة وخطباء لضمان تقديم خطاب معتدل، وبالتدريب المستمر للأئمة الذين بلغوا حوالي 50 ألف إمام علي مستوي محافظات الجمهورية، وبعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات الشعبية للتأكيد علي أفكار وزارة الأوقاف وتوجهاتها المصرية، وبنشر سلسلة تصحيح المفاهيم الموجهة للدعاة لتأكيد معاني الانتماء والمواطنة والسلام الاجتماعي. - أن هناك قلة من الدعاة يهاجمون عقائد الأقباط.. ولكنهم ليسوا أزهريين، كما أنهم لا يتبعون وزارة الأوقاف. - أن المشكلة في الزوايا الصغيرة أنها خارج نطاق السيطرة الدينية والإدارية لوزارة الأوقاف. - أن القانون ينص علي عدم بناء زاوية إلا وتبعد 500 متر عن أقرب جامع لها، والمسجد لا يبني إلا إذا كانت هناك كثافة سكنية تقدر بخمسة آلاف شخص. - إذا سمع مواطن مسيحي مصري هجوماً من إمام علي عقيدته فليأت إلينا لمكتب خدمة المواطنين بوزارة الأوقاف لتقديم شكوي، وسوف نستدعي ذلك الإمام.. للتحاور معه. - مادمت أعطي لغير المسلم حرية العقيدة؛ فلابد أن أعطيه حرية ممارسة العبادة. - نطالب بسن تشريع يجرم من يتصدي للإفتاء من غير أهله.. للحد من فوضي الفتوي. - طبيعة المصري التساهل والوسطية لأبعد الحدود.. لكن هناك غزواً ثقافياً دعمه البترول. - ساعد علي نشر الفكر المتشدد وجود بعض القنوات الفضائية الخليجية التي تبث من مصر. - النقاب غزو ثقافي قادم من دول الخليج لمصر. إنها أفكار جريئة تمثل في جانب منها تحليلا دقيقا للواقع المعاصر، وفي الجانب الآخر.. تمثل اعترافا موضوعيا للأسباب والمشكلات بدون تهوين أو تجميل أو إنكار لما يحدث، وبدون أي تهاون أو تراخ في التمسك بثوابت العقيدة الإسلامية. وهو ما يشير إلي أن الدكتور الشيخ سالم عبد الجليل يمثل اتجاهاً وسطياً جديداً من داخل وزارة الأوقاف، وهو ما يعود في تقديري إلي وجود الوزير المحترم العالم والفقيه القدير د.محمود حمدي زقزوق علي قمة وزارة الأوقاف. إنه حوار قيم يحسب لجريدة وطني، ومن قبلها للصديق الدكتور الشيخ سالم عبد الجليل.