ازداد القلق الدولي من تفاقم أزمة منطقة اليورو في ظل انهيار قيمة العملة الاوربية الموحدة بشكل دفع المخاوف لكل دول العالم صغيرها وكبيرها ، وظهرت المخاوف بشكل واضح نهاية الاسبوع الماضي في كلمة للمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أمام البرلمان حيث أكدت ان اليورو في خطر واذا انهار فستنهار أوروبا وقالت: "كل واحد منا هنا يمكن أن يشعر بأن أزمة اليورو الحالية هي أعظم تحد تواجهه أوروبا في عقود منذ توقيع معاهدة روما." وأضافت "هذا التحدي مسألة وجود. وعلينا أن نرتقي لمستواه." وقال الخبير الاقتصادي الدكتور شريف دلاور ان المشكلة قد تتفاقم وتتسبب في تفكيك دول الاتحاد الأوروبي وهي مشكلة يمكن أن تؤثر علي كل دول العالم ، وأكد مصرفيون في السوق المحلي ان ازمة اليورو تفاقمت بالفعل متوقعين أن تكون هناك تأثيرات متباينة علي أرصدة البنوك في الخارج والمودعة باليورو اضافة الي تأثيرات مماثلة علي قيمة الاحتياطيات النقدية والدين الخارجي علي السواء ، وفي الوقت الذي انسحبت مخاوف انهيار اليورو علي الجميع تراجع الدولار الي أدني مستوياته أمام الين خلال التعاملات يوم الخميس بعد بيانات أظهرت زيادة مفاجئة في عدد العاملين الامريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للتأمين من البطالة في الاسبوع الماضي للمرة الاولي منذ مطلع ابريل وهبط الدولار الي 90.54 ين مسجلا أدني مستوي وكان الدولار بالفعل أقل من مستواه عند الاغلاق السابق. وفي سياق متصل جري تداول اليورو يوم الخميس الماضي عند 1.2327 دولار مقارنة مع 1.2325 دولار قبل ذلك ، أما سعر اليورو أمام الجنيه المصري فاستقر نسبيا عند 6.92 جنيهات للشراء و7 جنيهات للبيع في تعاملات نهاية الاسبوع بالبنوك المحلية . ويشير أيمن وردة - نائب مدير التعاملات الدولية ببنك الاسكندرية إلي ان البنك المركزي يتابع المتغيرات التي تحدث في ازمة اليورو يوميا وأنه اتخذ الاجراءات المناسبة لحماية البنوك من الوقوع في براثن هذه الازمات حيث حدد للبنوك نسبا معينة لتوزيع أرصدتها التي تريد استثمارها في الخارج حتي لا تكون متركزة في بنك واحد فيؤثر عليها ذلك سلبا ، وقال وردة: " ان هذه الضوابط تم العمل بها بعد انهيار بنك الاعتماد والتجارة والذي كانت كافة ارصدته لدي بنك أجنبي واحد انهار فانهارت كافة الارصدة . ويضيف وردة ان اليونان ليس من الدول الجاذبة لأرصدة البنوك المصرية في الخارج فهي مهما يكن دولة صغيرة بين دول الاتحاد الاوروبي الضخمة موضحا أن مواردنا بالدولار والعملات الاجنبية ارتفعت بشكل ملحوظ في الشهور الأخيرة وهو ما دفع البنوك لزيادة ارصدتها في الخارج متوقعا أن تكون التأثيرات بسيطة . وبالرغم من اطمئنان أيمن وردة الا أن الخبير المصرفي أحمد سليم أبدي قلقه ومخاوفه من تأثير أزمة اليورو علي الارصدة الخارجية للبنوك وكذا احتياطيات النقد الاجنبي ، مشيرا الي أن هناك جزءًا كبيرًا من الارصدة باليورو وهذا الجزء سيتراجع بالتأكيد لكن ذلك لا يعني أن نحول الارصدة من اليورو الي الدولار فالدولار لازال غير مستقر وأحواله غير مطمئنة. وأضاف سليم ان عودة استقرار اليورو قد يستغرق وقتا طويلا نسبيا وخلال ذلك الوقت ستقل صادراتنا للاتحاد الاوروبي وهي أكبر منطقة في العالم نصدر اليها وبالتالي ستنخفض قيمة المتحصلات بالعملات الاجنبية الأمر الذي سيؤثر في النهاية علي الاحتياطيات النقدية . وأكد مصدر مسئول بالبنك المركزي انه اذا حدث تراجع في قيمة الاحتياطيات النقدية نتيجة تراجع اليورو فان قيمة الدين الخارجي ستنخفض بنفس القيمة لأن البنك المركزي قام في السنوات الأخيرة بعمل توازن بين العملات المكونة للاحتياطيات والدين الخارجي ، مشيرا الي أن بيانات الارصدة الخارجية للبنوك تؤكد أنها ارتفعت بقيمة تتجاوز ال 7 مليارات جنيه بنهاية مارس بعد أن كانت قد ارتفعت في فبراير حوالي 6 مليارات ، ووصلت القيمة الاجمالية لهذه الارصدة حاليا الي 87.5 مليار جنيه.