أسبوع حافل مر علي بداية أهم المهرجانات السينمائية في العالم مهرجان كان في دورته الثالثة والستين والذي يختتم فاعلياته السبت 22 مايو واختلفت فيه آراء النقاد والمشاهدين حول الأفلام المعروضة وبدأ الرهان علي أكثر الأفلام ترشحا للفوز بالسعفة الذهبية ومن هذه الأفلام الفيلم الفرنسي «رجال وآلهة» للمخرج زافييه بوفوا الذي يتناول قصة مقتل سبعة رهبان فرنسيين في دير تبحرين بالجزائر عام 1996 علي يد جماعة إسلامية متطرفة في قضية تسببت في أزمة دبلوماسية آنذاك وأشاد النقاد بأداء الممثل لمبار ويلسون في دور رئيس الرهبان الذي أداه بقوة وسلاسة ملحوظة كما أشادوا بالديكور والتصوير الذي دارت أغلب أحداثه في الدير والقرية تبحرين وجبال أطلس. ومن جانب آخر أبدي العديد من النقاد اندهاشهم من المستوي العادي الذي خرج به الفيلم «نسخة طبق الأصل» للمخرج عباس كياروستامي وبطولة النجمة الفرنسية جولييت بينوش حيث كان يتوقع له فيلماً مبهراً بعد أن اعتادوا علي أفلامه السياسية الصادمة جاء هذا الفيلم الذي دارت أحداثه في مدينة توسكانا الإيطالية باهتا ولا يحمل البصمة المميزة لكياروستامي. في الوقت نفسه مازال المخرج الإيراني أيضا «جعفر بناهي» قيد الاعتقال في إيران بتهمة موالاته للمعارضة وقد أثار إعلانه الإضراب عن الطعام حزن وأسف وتضامن كل المشاركين في المهرجان حتي أن النجمة جوليت بينوش قد ظهرت في إحدي الصور تبكي لذلك وقد أرسل بناهي خطابا جديداً إلي المهرجان بعد خطابه الأول الذي قرأه وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران علي سلالم كان قبل أيام استغاث فيه المخرج الحاصل علي جائزة الدب الفضي ببرلين عام 2006 بفيلمه خارج اللعبة من سوء المعاملة التي يلقاها في السجن وعبر عن اشتياقه لأسرته وفنه. خطاب آخر جاء للمهرجان هذه المرة لأسرة فيلم «كارلوس» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس والذي يتناول حياة الإرهابي الفينزويلي إليش راميرز سانشيز الشهير باسم كارلوس والذي حكم عليه عام 1992 بالسجن مدي الحياة بسبب جرائم ارتكبها في جميع أنحاء أوروبا. كارلوس الحقيقي أرسل برسالة من سجنه أدهشت إدارة المهرجان إلي بطل الفيلم الفينزويلي أيضا إدجار راميرز يذكره فيها بالتشابه في الأسماء بينهم ويلومه علي المشاركة في هذا الفيلم الذي «يسئ للمبادئ الثورية» ويشوه اسم عائلة روميرز! ويراهن الكثير من النقاد علي فيلم «جميل» للمخرج المكسيكي أليخاندرو جونزالز إناريتو لينافس بقوة علي الفوز بالسعفة الذهبية، الفيلم الذي تدور أحداثه في برشلونة لكن ليس في المساكن ولا الأحياء الفاخرة للمدينة الأسبانية وإنما في العشوائيات حيث يعيش البطل أوجسبول الذي يرعي طفلين بدون أم ويتمتع بقدرات خارقة علي التحدث مع الموتي والذي يلعب دوره الممثل الإسباني خافيير باردم.