فرضت أزمة حوض النيل تداعياتها علي مختلف النخب السياسية والثقافية، وقال د.علي الدين هلال أمين إعلام الحزب الوطني في ندوة عقدت أمس الأول بالمجلس الأعلي للثقافة بعنوان «سياسة مصر تجاه حوض النيل»: إن لمصر مصالح ثابتة إذا تعرضت للتهديد فإنها تكون تهديداً لأمن مصر القومي بغض النظر عن الذين لا يقدرون دور مصر التاريخي في تحرير أفريقيا. وأكد هلال أن الموقف المصري بشأن ملف حوض النيل واضح ويتجه إلي التهدئة وليس إلي التصعيد والعداء حيث يتركز علي المفاوضات ولا ينبغي التضخيم غير المبرر. وأضاف هلال: إن بعض الصحفيين يكتبون كلاماً يولد «الكفر» علي حد وصفه ويؤدي بالآخرين للكراهية الشديدة لافتاً إلي ضرورة احترام الأفارقة والتعامل معهم علي وضعهم. وأوضح هلال أن أوغندا الدولة الأفريقية الوحيدة المستقلة التي وقعت مع مصر في عام 1991 وتبادلت رسائل تؤكد حق مصر التاريخي في حصة مياه النيل وذلك من الممكن أن يكون مصدر حرج للسفير الأوغندي الذي تغيب عن حضور الندوة وكان مدعواً لها. وأكد هلال مبدأ توارث المعاهدات الدولية، فلمصر حقوق تاريخية يجب احترامها ولابد من التعامل مع أفريقيا علي أنها منطقة أمن قومي بحسن اختيار العاملين في جميع المكاتب المتخصصة بها. أما د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والبرلمانية فأكد أن هناك اعتبارات سياسية تقف وراء تقسيم حصص مياه نهر النيل وأن هذه الاعتبارات تتطلب الحوار والتعاون بين دول المنبع والمصب لحل تلك القضية. وقال شهاب خلال لقائه مع أعضاء نوادي روتاري القاهرة حول الإصلاح السياسي والانتخابات البرلمانية المقبلة، التي شهدت استسفارات حول موقف مصر من دول المنبع التي وقعت الاتفاقية الإطارية الجديدة، إن مصر لها موقف ثابت ومؤكد تحميه الاتفاقيات الثنائية وقواعد قانون الأنهار الدولية، وأشار إلي أن مصر بدأت بالفعل تبحث سبل التعاون مع دول المنبع لضمان حماية الحقوق ورعاية المصالح لكل دول حوض النيل وهي ترحب بإقامة مصالح مشتركة تخدم مصالح الجميع. وأضاف شحاتة: إنه لا توجد أضرار علي مصر لأن سدود إثيوبيا لن تستطيع أن تحتجز أكثر من 6 مليارات متر معكب سنوياً. وفي المنتدي العربي للإدارة قال د.مغاوري شحاتة خبير المياه: ليس هناك ما يبرر الخوف والقلق من مشروعات السدود الأفريقية علي النيل في الفترة الحالية وحتي 50 سنة قادمة. وشخص مغاوري الأزمة بأن إثيوبيا تريد أن تصبح المولد الرئيسي للكهرباء في أفريقيا بإنشاء السدود وإسرائيل تلعب دور الشيطان في هذه الأزمة رغم فشل المشروع الإسرائيلي الإثيوبي لنقل المياه عبر العقبة وصحراء النقب، وأوضح أن الدول المانحة تلعب علي كل الأطراف وتعد الصين أكبر الدول الداعمة مادياً وفنياً لدول حوض النيل بالإضافة إلي 33 مشروعاً أفريقياً لاستصلاح مناطق أفريقية.