آخر موعد بعد غد.. ولجنة لقياس أداء الجامعات الأهلية    وزير الخارجية: نسعى لرقمنة الخدمات القنصلية للارتقاء بجودة الخدمات المُقدمة للجاليات المصرية    السيسى: تكثيف الحد من التضخم.. وضمان توافر السلع والخدمات    قطع المياه عن 11 قرية بمحافظة المنوفية غدا للصيانة    جامعة كفر الشيخ تفتتح فصلا لتعليم العاملات ضمن مبادرة «مؤسسة بلا أمية»    «كانوا يقصدون نصر الله وجاسوس مدّهم بالمعلومات».. صحيفة تكشف كواليس اغتيال الرجل الثاني في حزب الله    رئيس الصومال يزور مصر ويلتقي السيسي    تشكيل الهلال الرسمي أمام أهلي جدة في كأس السوبر السعودي    ضبط 2300 مخالفة تموينية في حملات مكبرة على المخابز بالقاهرة    أسعار تذاكر حفل حمزة نمرة وسعاد ماسي ومسار إجباري بمهرجان العلمين    تكريم أشرف زكى    قبل يوم الخميس.. محلل سياسي أمريكي يكشف موعد الهجوم الإيراني على إسرائيل    المشدد 15 سنة لمتهمين شرعا فى قتل طفل بكفر الشيخ    من الرمال للعالمية.. استصلاح الظهير الصحراوى بوابة الخير للأقصر    فتح باب الترشح للمشاركة في أفضل فيلم روائي بمسابقة الأوسكار 2024    انطلاق فعاليات القافلة التنموية الشاملة في عزبة «حميدة» بمركز الواسطى    «عبدالغفار»: حملة «100 يوم صحة» قدمت 18 مليون و423 ألف خدمة مجانية خلال 12 يوما    وحدة لعلاج الآلام المزمنة والأورام السرطانية بمستشفى سوهاج الجامعي    إعلام فلسطيني: قصف مدفعي إسرائيلي على وادي العرايس جنوب شرقي غزة    الاتحاد الأوروبي يرسل مساعدات إلى اليونان وألبانيا لمكافحة حرائق الغابات    كاسترو يوضح موقف مانى مع النصر قبل مباراة التعاون فى السوبر السعودى    المنصور للسيارات تقدم لرئيس الوزراء خطة توسعها بالسوق المصري    الفن الصادق على مسرح مكتبة مصر الجديدة الجمعة المقبل    ب«التاتا والكف».. فرقة أسوان تقدم عرضا فنيا ضمن حفلات الصيف بالإسكندرية (صور)    يحيى عطية الله: هدفي أن أكون إضافة حقيقية للأهلي    الخريطة الزمنية للتنسيق والقبول بجامعة جنوب الوادي الأهلية    محافظ مطروح يبحث نسب تنفيذ خطة محو الأمية بالمراكز    كيشو: «رحت القرية الأولمبية بتاكسي.. ومحدش استقبلنا»    تزامنًا مع اليوم العالمي للشباب.. «الشعب الجمهوري» ينظم صالونًا تحت عنوان «الشباب والهوية المصرية»    فصائل فلسطينية تعلن قصف تل أبيب وضواحيها بصاروخين من طراز "M90"    المخرجة هالة جلال رئيسا للدورة 26 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة    حرب كلامية بين عمر عصر واتحاد تنس الطاولة ووزارة الرياضة تتدخل..القصة الكاملة    الأهلي يقترب من ضم سفيان بوفال بفرمان كولر    يحيى عطية الله: هدفي كتابة فصل جديد من الإنجازات والألقاب مع الأهلي    5 نصائح لتجنب التهاب المفاصل ووقايتها    بعد دجال الطالبية.. مباحث الآداب تقتحم العالم السري ل"دجال أوسيم"    مصرع شخص صدمه «توكتوك» في المنيا    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العمرانية دون إصابات    مواعيد قطارات السكة الحديد على خط القاهرة - الإسكندرية والعكس    الضرر سينال الكل، خبيرة ترسيم حدود تكشف سر سيول مصر وعلاقتها بسد النهضة    الموافقة على اللائحة الداخلية الموحدة للجامعات الأهلية المنبثقة عن الجامعات الحكومية.. تفاصيل    محافظ مطروح: الموافقة على فتح 3 فصول بمدارس التمريض للفتيات    الحكومة: نعمل على إعداد حزمة متكاملة من الحوافز والتيسيرات الضريبية وتعظيم الاستفادة من البنية التكنولوجية المتطورة    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في ختام تعاملات الثلاثاء    أخبار الأهلي : زد يطلب صفقة جديدة من الأهلي    تأكيدًا ل«أهل مصر».. مسؤول في تعاقدات نيس يكشف موعد سفر عبد المنعم لفرنسا (خاص)    "كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ؟".. "الأوقاف" تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة    موعد أذان العصر ليوم الثلاثاء ودعاء النبي عند ختم الصلاة    "النواب الليبي" ينهي ولاية حكومة الدبيبة.. ويسحب صفة القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوى للجيش الثانى الميدانى    8 ملايين جنيه.. حصيلة قضايا تجارة العملة خلال 24 ساعة    الداخلية: ضبط 548 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    الأول من نوعه في الصعيد.. محافظ المنيا يتابع مشروع تجميع البلازما ببنك الدم    لبيد: بعض المتطرفين غير المسؤولين في الحكومة يحاولوا جر إسرائيل لحرب إقليمية    هل يجوز رفع آذانين لصلاة الفجر؟.. دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي    الإصرار على الفشل    خالد كمال يكشف عن موقف مؤثر للفنان الراحل نور الشريف (فيديو)    «اللهمَّ اشغل قلوبنا بحبك».. من دعاء الصالحين في جوف الليل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الليبرالية والمسألة المصرية
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 17 - 05 - 2010

في زمن اختلطت فيه الأوراق وتبدلت المفاهيم وصار إعمال العقل شيئا من الجنون، تحولت الليبرالية من فكرة ونظرية إلي مجرد لوحة جميلة وحلم رومانسي، مجرد حائط للمبكي يجلس قبالته من عاشوا الزمن الجميل لليبرالية المعاصرة قبل الثورة، هؤلاء لا يحملون فكرا ليبراليا بقدر ما يحملون ذكريات لتلك الحقبة الليبرالية الرائعة وهؤلاء بالطبع لن يستطيعوا أن ينثروا بذور الفكرة لهذه الأجيال الضائعة، وهناك من يتخذ من حائط الليبرالية هدفا لتصويب هجماته العشوائية في اتجاهات متناقضة، وهناك من يحاول أن يفهم معني الليبرالية حتي يكون ضيفا علي وسائل الإعلام، وهناك من يحاول أن يركب الموجة أيا كان اتجاهها يسارا أو يمينا لكن هناك أيضا أناس يؤمنون بالفكر الليبرالي ويستطيعون تسويقه بقناعات وثوابت أخلاقية لا يخطؤها عقل، بيد أنني أبحث منذ فترة عن أجندة للإصلاح أبحث عن قارب نستقله لننجو جميعا، لقد تسكعت كثيرا علي محطات أيديولوجية وفكرية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار دونما جدوي.
لقد أيقنت أن الحرية المسئولة للفرد ستؤدي إلي نتائج رائعة، إن حرية العمل والإنتاج والتملك وحرية الفكر والإبداع المبادأة، حرية تنقل رأس المال والاستثمارات، حرية القول والفعل كل هذه الحريات المكبلة والمقيدة أدت إلي ارتباك جدول الأولويات حتي لدي النخبة. إن الحرية المسئولة لابد أن تكون خلاقة، بيد أن الكثيرين ممن أعرفهم وأحاورهم حول الفكر الليبرالي كمنقذ وكحل أخير لمشاكل هذا الوطن يخلطون بين الليبرالية والانفلات فهناك تداخل بين العلمانية الفجة ومبادئ الليبرالية المنضبطة.
والشعب المصري شعب متدين بالفطرة يرفض الأفكار والأطروحات التي تنحي الدين وتحاول محوه من جدول الأولويات لقد نسي الجميع أن النظام الإسلامي يقترب كثيرًا من الأفكار الليبرالية الحقيقية فالإسلام يحترم الملكية الخاصة ويحترم الحريات الخاصة ويحترم حرية الفكر والعقيدة ويقبل بالتعددية الشاملة بيد أن الجميع قد نسي أن ستة من العشرة المبشرين بالجنة كانوا من أصحاب رءوس الأموال وكبار الرأسماليين عثمان بن عفان، عبدالرحمن بن عوف، أبو بكر الصديق وآخرون، إذن تسقط كل الأفكار والأصوات التي تحارب الليبرالية من زاوية عدم التواءم مع الإسلام أو الأديان عموما، إن النظام الاشتراكي والشيوعي ومشتقاتها تحولت إلي أصنام وتماثيل في متاحف التاريخ الدموي، لا مناص ولا سبيل ولا حل ولا أجندة ولا طريق سوي هذا الطريق الليبرالي ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة.. هل السير في طريق الليبرالية سهل وميسور؟ هل الطريق نفسه ممهد بما فيه الكفاية؟ هل يعرف الآخرون متطلبات الطريق وشروط العبور والسير فيه؟
إن جهودا عظيمة وضخمة يحتاجها الطريق كي يصبح ممهدا ومستوعبا للجميع.. إن الليبرالية تحتاج إلي ما يسمي (إعادة تقديم) أو (إعادة عرض) أو (إعادة تعريف) يجب علينا أن نكون علي قناعة وإيمان بتلك الأفكار التي نحملها وذلك بتطبيقها تطبيقا سليما وراقيا علي مستوي النخب، فالليبرالية لا تستحق منا أن نتعامل معها علي أنها فكرة ونظرية ضيقة المعالم لكنها رؤي فضفاضة غير معقدة لممارسة الحرية المسئولة الراقية التي تحترم التعددية وتؤمن بالآخر وتقبل الخلاف والاختلاف.
الليبرالية تعني أن يتحول المجتمع إلي مجتمع منتج ووثاب وخلاق ومبدع من خلال استفزاز وتحفيز المهارات والإمكانيات الفردية إن الليبرالية تهتم بفك عقال العقل من الخرافات والتشوهات الفكرية إن المواهب والإمكانات الفردية هي التي تبني الأمم والشعوب والحضارات أما السير في دروب الماضي عبر أنفاق مظلمة فلن ينتج إلا مزيدًا من التخلف والرجعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.