بعضنا يتوقف عطاؤه عند قيامه بدوره الأسري بعد أن يكبر الأبناء ويستقرون، ولكن البعض الآخر تستمر رحلة عطائه ويوجه ما بداخله من طاقة لتنمية المجتمع وتطويره.. وهو ما سارت علي نهجه نتيلة عبد القادر خليل، وكان ثمرة هذه الطاقة هو تأسيسها جمعية (نور علي نور) الخيرية والتي تحلم من خلالها بتأسيس وبناء مستشفي خيري يصبح امتداداً جديداً لمستشفي أبو الريش لعلاج الأطفال بالمجان. ونتيلة طبيبة صيدلانية تؤمن بأن المجتمع له حق علينا جميعاً وقد وجدت ضالتها في العمل التطوعي من خلال الجمعية التي شاركت في تأسيسها وأصبحت رئيس مجلس إدارتها وتحمل أعباءها بكل صبر وأمل فالحافز لديها أكبر من أي متاعب، وتبنت من خلال الجمعية الكثير من المشروعات الخيرية إلا أن أهمها بالنسبة لها هو مشروع إنشاء مستشفي خيري عام متخصص في طب وجراحة الأطفال يقدم خدماته المجانية بسعة 400 سرير ويضم مركزاً طبياًَ يعالج 22 تخصصاً دقيقاً ووحدة لعلاج الأطفال المبتسرين ومرضي الحروق ووحدة لعلاج السكر للأطفال إضافة إلي مركز طب طبيعي وتأهيلي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ملحق به مصنع للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية. رغم نبل الهدف من إنشاء المستشفي بل وتوفر الدعم المالي إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن فقد وقف الروتين الحكومي بقسوة أمام إمكانية تنفيذ هذا المشروع علي أرض الواقع. والوقائع تحكيها لنا نتيلة عبد القادر قائلة: تقدمنا بطلب لوزير الإسكان الأسبق للحصول علي قطعة أرض بمدينة الشيخ زايد وبالفعل بعد عامين حصلنا علي تخصيص بمساحة 8930.2 متر مربع ولكن بحق انتفاع 91 ألف جنيه سنوياً مع زيادة 10% سنوياً كل عام وكأن الجمعية سوف تقوم ببناء مشروع استثماري يدر عليها الربح وهو ما اضطررنا لقبوله حتي لا نخسر التخصيص. تكمل قائلة: ثم حصلنا علي موافقة شركة المقاولون العرب لتنفيذ المشروع إلا أننا احتجنا لموافقة وزير التضامن الاجتماعي لإسناد بناء المشروع للشركة لكننا حتي الآن لم نحصل علي هذه الموافقة. إلا أن المشكلة لم تقف عند هذا الحد فقد طلب جهاز مدينة الشيخ زايد تقديم برنامج زمني مكثف لتنفيذ الأعمال وفي حالة عدم الإلتزام بها سيتم سحب الأرض، وكأن وزارة الإسكان تتعامل مع الجمعية كأحد المواطنين الذين يبنون مساكن خاصة بهم أو مشروعاً ربحياً فالمشروع قومي له أهداف خيرية يستفيد منها ملايين المرضي من غير القادرين. كل ما تحلم به نتيلة هو النجاح في تخطي هذه الصعوبات الروتينية ليصبح حلم تأسيس المستشفي حقيقة علي أرض الواقع.