في تصعيد جديد وتحد للمجتمع الدولي أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن القدس ليست مستوطنة ولكن عاصمة دولة إسرائيل زاعمًا أن الشعب اليهودي بدأ البناء في القدس منذ ثلاثة آلاف عام وهو يواصل البناء فيها اليوم أيضًا. وقال نتانياهو صباح أمس في سياق الكلمة التي ألقاها أمام المؤتمر السنوي للجنة الشئون العامة الإسرائيلية الأمريكية إيباك وهي أكبر جماعة ضغط موالية لإسرائيل في واشنطن إن جميع الحكومات الإسرائيلية نفذت مشاريع للبناء في القدس، وأضاف أن الجميع يعرفون أن الأحياء اليهودية التي أقيمت في المدينة بعد عام 67 ستكون جزءًا من دولة إسرائيل في أي تسوية سلمية وذلك فإن البناء فيها لا يمس بإمكانية التوصل لحل الدولتين. وأشار نتانياهو إلي أن أي تسوية مع الفلسطينيين يجب أن تشمل تواجدًا إسرائيليا علي امتداد الحدود مع الأردن. ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في كلمتها أمام إيباك مساء أمس الأول إن المستوطنات الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية تقوض عملية السلام مع الفلسطينيين وطالبت كلينتون الإسرائيليين والفلسطينيين بإجراء محادثات جدية وحقيقية لحل النزاع والتوصل إلي حل علي أساس دولتين لكنها حذرت من أن استمرار البناء الإسرائيلي علي أرض يطالب بها الفلسطينيون يقوض الثقة الضرورية لنجاح المفاوضات، وفي الوقت ذاته قالت كلينتون أمام الحاضرين: إن التزامنا بأمن إسرائيل ومستقبلها هو صخرة صلبة وراسخة ودائمة للابد. وفي وقت لاحق مساء أمس الأول التقت كلينتون مع نتانياهو في الفندق الذي يقيم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي وكان من المقرر عقد الاجتماع في مقر وزارة الخارجية مع ظهور قصير أمام الكاميرات غير أنه تم تغيير المكان ليكون اجتماعًا خاصًا في الفندق بناء علي طلب إسرائيل، كما التقي نتانياهو والجريدة ماثلة للطبع، مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس أن التركيز خلال الاجتماع سيكون علي سبيل إحراز تقدم في عملية السلام وإعادة طرفي النزاع لمسار المفاوضات المباشرة. في المقابل استنكر مسئولون فلسطينيون ما ذكره نتانياهو أمام إيباك بشأن القدس مؤكدين أن القدسالشرقية هي عاصمة دولتهم المستقلة المنتظرة وأن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في المدينة غير شرعية لأنها محتلة وفقًا للقانون الدولي وقال أحمد الرويضي رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية في تصريحات صحفية أمس أن تصريحات نتانياهو الأخيرة حول القدس لا تعنينا والموقف الفلسطيني واضح بأن القدسالشرقية هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية. كما أبدي حاتم عبدالقادر مسئول ملف القدس في حركة فتح وعضو مجلسها الثوري استغرابه من تصريحات هيلاري كلينتون التي اتهمت فيها مسئولين فلسطينيين بالتحريض علي العنف من خلال ما سمته تفسيرهم الخاطئ لبناء كنيس الخراب في القدسالشرقية، معتبرًا أن هذا تحريض من الوزيرة الأمريكية علي حركة فتح. من جهة أخري سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم ثماني عائلات بدوية إنذارات بهدم منازلها في منطقة رأس خميس القريبة من مخيم شعفاط شرق مدينة القدسالمحتلة. وعبر حاتم عبدالقادر مسئول ملف القدس في حركة فتح في تصريحات إذاعية أمس عن خشيته من كون هذه الإنذارات مقدمة لتنفيذ مخطط استيطاني كان قد أعلن عنه سابقًا في المنطقة بهدف بناء مستوطنة البوابة الشرقية في منطقة حساسة تشكل مثلثًا بين رأس خميس وشعفاط وبلدة عناتا المقدسية. وأضاف عبدالقادر أن المخطط يسعي لبناء 2000 وحدة سكنية، ستشكل الفاصل بين تلك المناطق ومدينة القدس مما يعني الفصل التام بين سكان المنطقة ومدينتهم.. مشيرًا إلي أن هذه العائلات البدوية التي تملك منازل في المنطقة منذ ما يزيد علي 60 عامًا، قامت بالبناء علي الأرض والعيش فيها هي وعائلاتها. علي صعيد آخر ذكرت تقارير اخبارية أمس أن بريطانيا ستطرد دبلوماسيا إسرائيليا رداً علي استخدام جوازات سفر بريطانية مزورة في عملية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي. ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية التعليق علي هذه المعلومات، لكنه أوضح أن وزير الخارجية ديفيد ميليباند سيتحدث أمام مجلس العموم في هذا الشأن.