أن تكون منتجاً وفاعلاً أمر ليس من الصعب فبخلطة سرها قليل من الموهبة مع الذكاء والحافز الإيجابي لاستغلالها وبالتأكيد لا غني عن الدعم المادي يمكن أن تتحقق المعادلة التي ليست صعبة أبداً.. كما هي في حالة منة البناني التي وظفت موهبتها الفنية لتكون إنسانة منتجة. منة طالبة في كلية الفنون الجميلة لم تتجاوز سنوات عمرها ال20 عاماً لكنها تحب أن تكون منتجة حتي لو كان ذلك بأبسط الخامات والأفكار فهي تهوي الأعمال اليدوية وخاصة ابتكار أشكال متنوعة من الحقائب والإيشاربات وهو ما يميزها ويعطيها رونقها الخاص الذي يلفت أنظار المحيطين بها وهو ما دفعها لاستغلال هذه الموهبة بشكل عملي. بدأت منة نشاطها برأس مال بسيط بتمويل من والدها الذي اقتنع بأهمية أن تكون ابنته منتجة فأعطاها الدفعة الأولي ودعمها كثيراً لتحقيق ذلك وبالفعل بدأت في شراء الخامات البسيطة بأقل الأسعار واستخدامها في صناعة حقائب من التريكو والقماش والقطيفة وتزينها بأسلوبها الخاص كما تستخدم خامة الجلد أيضا حيث تقصها وتخيطها بموديلات شبابية بعضها يطلبها منها أصدقاؤها والبعض الآخر تبتكره هي. تحاول منة ترويج وبيع منتجاتها من خلال المشاركة بالمعارض سواء في كلية الفنون الجميلة أو معرض الصندوق الاجتماعي للتنمية كما تحاول طرح منتجاتها علي الفيس بوك وتضيف لها بعض بورتريهات مما ترسم فهي تعشق المناظر الطبيعية والبيوت الأثرية القديمة كما تهتم برسم صور الفتيات ذات الملامح المعبرة عن معني معين أكثر من اهتمامها بأن تكون ملامحها جميلة. تعتزم منة الاستمرار في مشروعها بعد التخرج بل وتطويره مؤكدة أن نشاطها لا يؤثر علي تركيزها واهتمامها بالدراسة بل يدفعها للتقدم وتحلم أن يأخذ مشروعها إطاراً أكبر فهي تعي جيداً قيمة المنتج اليدوي وبريقه مقارنة بالصيني الذي لا يحمل لمحة فنية ترتبط بثقافتنا مقارنة بما تنتجه منة والذي تحاول بيعه بأسعار مقاربة حتي يقبل عليها المستهلك ولا تنسي دائماً دفع والديها لها فهما الطاقة الإيجابية التي تدفعها لتحقيق النجاح.