في تمام الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت مراكش مساء أمس الأول، وصل وفد اتحاد الصحفيين العرب برئاسة إبراهيم نافع رئيس الاتحاد، وعضوية مكرم محمد أحمد الأمين العام وحاتم زكريا الأمين العام المساعد إلي الأراضي المغربية، فيما التقي بهم عبد الوهاب زغيلات نقيب صحفيي الأردن، ومحمد يوسف رئيس مجلس إدارة نقابة الصحفيين الإماراتيين والدكتور محيي الدين تيتاوي نقيب الصحفيين السودانيين.. اللذين غادرا تونس بعد مهمة أوفدهما الاتحاد لإنجازها، تنحصر في رأب الصدع بين الأشقاء في النقابة التونسية وعودة الوئام والوفاق بين الجميع بما يحقق مصالح المهنة والزملاء الصحفيين في تونس قبل انعقاد اجتماع الأمانة العامة للاتحاد المقرر أن تستضيفه تونس. زيارة المغرب تأتي بتنسيق من يونس مجاهد نقيب الصحفيين بالمغرب بين اتحادي الصحفيين العرب، والدولي لابرام اتفاق ينهي حالة من الاحتقان والحرب الخفية بين الاتحادين، التي زادت اشتعالاً في الآونة الأخيرة، بعد تزايد محاولات الاتحاد الدولي للصحفيين اختراق النقابات الصحفية العربية ودعم إنشاء نقابات موازية للمنشقين وإمدادها بالمال وهو ما برز في انشقاق الصومال وموريتانيا وتغذية انشقاقات نقابة الصحفيين الفلسطينية. الحرب الخفية وفي حلقة الأسبوع الماضي كشفنا جزءاً من كواليس الحرب الخفية بين الاتحاد الدولي والصحفيين العرب، واليوم نواصل كشف الكواليس في الوقت الذي يلتقي فيه وفد الاتحاد العربي ووفد الاتحاد الدولي الذي يمثله رحيم بوملحة رئيس الاتحاد وايدن وايت الأمين العام بحضور رؤساء النقابات العربية التي تجمع بين عضوية الاتحادين وكنا توقفنا عند ردود أفعال بعض النقابات العربية حول خطاب أيدن وايت الذي وصف بيان الأمانة العامة الأخير لاتحاد الصحفيين العرب بالمتطرف. ردود الفعل تتوالي رداً علي خطاب اتحاد الصحفيين العرب للنقابات الأعضاء بشأن اقتراح ما يرونه مناسباً للرد علي خطاب ايدن وايت الذي حمل رقم وارد 126 لسنة 2009 بتاريخ 15 يونيو ولذي جاء فيه "يرفض الاتحاد الدولي للصحفيين لهجة بيان اتحاد الصحفيين العرب الصادر بتاريخ 17 آيار ومحتواه، ويعتبره متطرفاً وغير مبرر".. قال د. محيي الدين تيتاوي: "رسالة رئيس وسكرتير الاتحاد الدولي لا معني ولا قيمة لها كون ما ورد في بيان الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب يعبرعن إرادة المنظمات والنقابات الصحفية العربية جميعها وهي منظمات منتخبة بإرادة الصحفيين العرب، ثانياً: هناك اتفاقية موقعة بين الاتحادين العربي والدولي للتنسيق والتعاون، والعلاقة ليست علاقة رئيس ومرءوس للدرجة التي يطالب بها التراجع عما جاء في البيان الختامي للأمانة العامة. وثالثاً: أن اللهجة التي صيغت بها الرسالة تحمل في طياتها أسلوب التهديد والتعالي والأولي بالاتحاد الدولي الالتزام بالاتفاقيات بدلاً من الأعمال التي تمثل اختراقات تسعي لتفريق شمل الاتحاد. رأي آخر دكتور عبد الله الجلان كان له رأي آخر فرأي أنه لا مصلحة للاتحاد العام للصحفيين العرب في استمرار العلاقة المتوترة مع الاتحاد الدولي، وأن الاعتماد علي البيانات ليس حلاً كون هناك خلافات بين الطرفين منذ سنوات لم تجد حتي الآن حلولاً ترضي الطرفين، مقترحاً إعداد رد علي خطاب الاتحاد الدولي يستخلص مضمونه من آراء أعضاء الأمانة العامة وتعرض مسودته عليهم لابداء الرأي خلال يومين من إرساله ومن لا يرد يعتبر موافقاً وأن يوجه لرئيس الاتحاد الدولي وأمينه العام وأن يركز علي النواحي الإيجابية والبناء عليها. فيما رأي زغيلات أنه من الضروري أن تكون العلاقة بين الاتحادين قائمة علي أسس من الاحترام المتبادل. الطوباسي يؤكد الاختراق من جانبه قال نعيم الطوباسي نقيب الصحفيين الفلسطينيين السابق في خطابه للاتحاد "نود أن نؤكد موقفنا بأننا لازلنا نعاني تدخلات بعض موظفي إدارة الاتحاد الدولي التي لا تخدم وحدتنا الداخلية بل تعمل علي اضعاف النقابة، ومنها مراسلاتها لبعض الأعضاء التي تستخدم ضد النقابة بهدف اشاعة البلبلة بين الأعضاء من قبل الطابور الخامس.. وعلي الاتحاد الدولي احترام شرعية النقابات وعدم التدخل في شئوننا لأن الأمر أصبح مكشوفاً للجميع، وأقترح عقد اجتماع يضم 5 ممثلين عن كل طرف يعقد في القاهرة أو المغرب. وايت يدعم ديمقراطية التعبير ايدن وايت شخص الخلاف فأرسل خطاباً إلي إبراهيم نافع رئيس اتحاد الصحفيين العرب، حمل رقم الوارد 167 بتاريخ 18 أغسطس 2009 يقول فيه ".. عزيزي إبراهيم نافع، شكراً لرسالتك المؤرخة يوم 21 تموز 2009 والموجهة إلي أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين، سيتم توزيع رسالتك علي أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين علي أن يتم النظر فيها من قبل اللجنة التنفيذية في اجتماعها القادم، وفي هذه الأثناء سأكون شاكراً لتعاونكم من أجل ضمان توجيه المراسلات مع الاتحاد الدولي لي مباشرة باعتباري الأمين العام وذلك بناء علي طلبنا السابق الذي ورد في رسالتنا لكم بتاريخ 19حزيران 2009 . وكان الاتحاد قد أكد أن ايدن وايت غير منتخب ومعين ومن ثم لا يجوز أن تخاطب هيئة منتخبة جهازاً إدارياً وهو ما أكده الهاشمي نويرة نقيب تونس الأسبق الذي شدد علي أن الأعراف تؤكد أن الجهاز الإداري يخاطب الجهاز الإداري والهيئات المنتخبة تخاطب الهيئات المنتخبة ولذلك يجب الإصرار علي أن يخاطب رئيس الاتحاد الدولي نظيره في اتحاد الصحفيين العرب وكذا تخاطب الأمانة العامة أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي كونهم منتخبين مع احتفاظ اتحاد الصحفيين العرب بتعيين الجهة التي تتناسب مع من سيفوضه الاتحاد الدولي. ايدن وايت سكرتير عام الاتحاد الدولي المعين منذ سنوات طويلة اعتبر ذلك تدخلاً في شئون الاتحاد الدولي واعتداء عليه ومحاولة لتهميشه ولعل تلك الرسالة وجهت إليه كونه يبرر تدخلاته في شئون النقابات العربية بأنه يدعم الديمقراطية التي لم يطبقها عندما جاء لموقعه. لكن اتحاد الصحفيين العرب كان له رأي آخر فقال "موقفنا من السيد ايدن وايت الذي هو علي رأس الجهاز الإداري للاتحاد الدولي والذي قلنا إنه يفتقد للشرعية الانتخابية تخول له التخاطب مع هيئات منتخبة فضلاً عن تقييم أدائها إنما هو موقف مبدئي نابع من إيماننا بقيمة تأسيس الشرعية علي مبدأ الانتخاب وهي قيمة تعلمناها من التجارب العالمية المتنوعة في مجال الديمقراطية والتمثيل القائم علي الانتخاب، ولهذا فإن الأمر لدينا لا يتعلق بمسألة شخصية ولا بهجوم علي أحد من حيث المبدأ... كما أنه انتقاد للأخطاء الفردية وليس نقداً لكيان اعتباري هو الاتحاد الدولي الذي نحترمه. واليوم هل ينتهي الخلاف بتصالح واتفاق تعاون في مراكش؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.. لكن المؤسف أن الاتحاد العربي مع اقتراب الذكري ال14لعودة مقره من بغداد إلي القاهرة يعاني أزمات مالية طاحنة، فما الوقت الذي يعتمد فيه الاتحاد الدولي علي التمويل لاختراق النقابات العربية، الطريف أن الاتحاد أرسل خطاباًَ إلي جهة سيادية لطلب دعم فجاء الدعم 40 ألف جنيه فقط، كما تماطل دول أعضاء في سداد المستحقات والاشتراكات التي يعتمد عليها الاتحاد بالأساس في ميزانية.