بكلام واضح لا لبس فيه وصف السفير الإسرائيلي في واشنطن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية بأنها وصلت إلي أدني مستوياتها منذ 35 عاماً.. وجاءت تصريحات السفير مايكل أورين لصحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية لتكشف عن عمق الأزمة الحالية بين البلدين بسبب خطط الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية والتي وصلت إلي ذروتها بالإعلان عن بناء 1600 وحدة سكنية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل الأسبوع الماضي. ووصلت الأزمة حد التنابذ الإعلامي وقال وزير ينتمي لحزب الليكود بالأمس إن الرئيس أوباما يحاول إسقاط نتانياهو.. فيما يعتبر تلميحا إلي أن الخلاف الحالي قد يقوض ائتلاف الحكومة الإسرائيلية. لكن مصادر أمريكية اعتبرت أن الخلاف بين البلدين تجاوز حدود التوقيت والإهانة الشخصية لنائب الرئيس الأمريكي خلال زيارته لإسرائيل. وأعاد كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ديفيد اكسلرود التأكيد علي أن الإعلان ببناء 1600 وحدة سكنية في القدس يعتبر تحدياً وإهانة لواشنطن، واعتبر في حديث لشبكة سي إن إن الاخبارية الأمريكية أنه "نسف المحاولة الهشة جداً لإرساء السلام في الشرق الأوسط". وأضاف إن الإعلان في هذا التوقيت له آثار مدمرة جداً علي العملية السلمية، لكنه لفت إلي أن رسالة واشنطن وصلت إلي رئيس الوزراء الإسرائيلي، فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إن إسرائيل تعلم ما يجب القيام به، مشيراً إلي أن الإدارة الأمريكية تطالب تل أبيب بخطوات فعلية لأن "الاعتذار ليس كافياً". ووصف وزير الخارجية أحمد أبو الغيط المشهد المتأزم في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بأنه مواجهة صاخبة وقال للصحفيين عقب لقائه مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية كاترين أشتون في القاهرة أمس: هناك صوت عال وغضب أمريكي واضح.. فلنترك لهذا الجدل فرصة التخمر. ووصف الصحفي الأمريكي توماس فريدمان المقرب من الإدارة الأمريكية في مقاله بصحيفة نيوزويك أمس نتانياهو بأنه يقود إسرائيل تحت تأثير الخمور، مشيراً إلي أنه يشعر بألم نفسي لأن نائب الرئيس الأمريكي فوت فرصة توجيه رسالة عامة شديدة الفاعلية، وقال: كان عليه حين سمع إعلان بناء المستوطنة أن يستقل طائرته عائدا إلي واشنطن فوراً وترك رسالة أن ارباك المسئولين الإسرائيليين لحليفهم الحقيقي والوحيد في العالم لاشباع حاجة سياسية داخلية، سيترتب عليه تداعيات. "تفاصيل شئون دولية ص 8" واقرأ شئون مصرية ص3