في تنبه مبكر لما كانت تسعي إليه بعض الحركات الاحتجاجية والجمعيات غير المؤسسة، شددت علي العديد من قواعدها بضرورة التصدي لما وصفوه بمخططات ضرب مؤتمر ائتلاف أحزاب المعارضة الرئيسية لصالح جبهة د. محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي كانت تسعي لاختطاف المؤتمر. ويأتي الحرص الوفدي من منطلق أن الوفد هو الداعي والراعي الرسمي لهذا المؤتمر بهدف الترويج لبرنامجه الجديد من جهة وإنهاء اللغط الذي أثير مؤخراً حول علاقة الائتلاف الرباعي والوفد بالتحديد بالحركات الاحتجاجية من جهة أخري. وكان واضحاً خلال أكثر من مداخلة شارك بها قيادات الوفد خلال اليومين الماضيين، إذ حرص محمود أباظة رئيس الوفد علي التأكيد علي أن المؤتمر كان مقرراً عقده بداية أكتوبر الماضي ليؤكد أن المؤتمر ليس رد فعل للحركات التي طفت مؤخراً علي سطح الحياة السياسية.. وهو الأمر الذي تحاول بعض القوي السياسية التابعة للحركات الترويج له وإلصاقه بالأحزاب لتحويلها أداءها إلي مجرد رد فعل لما تقوم به، إذ أكد د. علي السلمي عضو الهيئة العليا علي ذلك قائلاً: المؤتمر لم يعقد لمساندة أحد أو للهجوم عليه. وتصدي محمود أباظة رئيس الوفد لمحاولات إفشال المؤتمر اعتماداً للخلاف الناصري الوفدي متابعاً: لسنا بصدد تقطيع التاريخ لأجزاء وقطع وانما تعديل الدستور الذي لم يعد يفي بالغرض وتجاوزه الزمن وتبني محمود أباظة فكرة الدفاع عن الأحزاب في مواجهة الحركات حيث قال: الأحزاب لا تبدأ من فراغ وانما تبني علي جهود ومطالبات سابقة بالتغيير وتحقيق الإصلاح السياسي واعتبر المشكلة التي تواجه القوي السياسية هي الحنين للماضي.. والماضي لن يعود، وضيق بحاضر، وخوف من مستقبل مجهول، واصفاً ذلك بمثلث العجز الذي يجب الخروج منه.. واستطرد: الوطن يتعرض لضغط من الداخل والخارج، والأحزاب لا ترفض التعدد أو الاختلاف، ولكنها تبحث عن الاتفاق حول الهدف. وأكدت لغة الحوار الوفدي داخل المؤتمر خلافات واضحة حول الموقف من الحركات بشكل عام والبرادعي بشكل خاص.. فعلي خلاف موقف الوفد الرسمي المعلن، طالب أحمد عز العرب عضو الهيئة العليا بضرورة أن ترشح جميع القوي السياسية البرادعي كممثل للمعارضة بشكل عام. ورداً علي أن ذلك يخالف الموقف الرسمي للحزب، قال عز العرب لروزاليوسف: لا مشكلة في ذلك ومن حق كل فرد أن يعلن عن موقفه بشكل واضح واعتبر نجاح اجتماع الائتلاف مرهوناً بوجود آلية للتحرك في الشارع السياسي بدءاً من التظاهر وصولاًَ للعصيان المدني، رافضاً ما أسماه بأسلوب البيانات غير المجدية، لأن الأحزاب لا يجب أن تحقق الإصلاح من الشيراتون وإنما من الشارع والحديث حول من يطلب من الآخر الانضمام لحركته كلام عيال وغير مقبول. وأبدي سامي بلح السكرتير المساعد وعضو الهيئة العليا للوفد رأياً آخر إذ رفض في تصريحات لروزاليوسف فكرة فرض اسم البرادعي علي المؤتمر.. وأضاف: هل شاركوا من أجل جس النبض أم تلميع أنفسهم والبرادعي أم للهجوم علي الأحزاب ومحاولة إحراجهم؟! وقال إن الوفد حرص علي عدم الانخراط في الرد علي الهجوم الناصري منعًا لإفشال المؤتمر. وهاجم سامح مكرم عبيد عضو الهيئة العليا من سماهم بدعاة مقاطعة الوفد للانتخابات العامة ووجه كلامه لهم: لا نريد نظارات سوداء لأن الأحزاب دورها الحقيقي خوض الانتخابات، وإذا قاطعت فستكون قد وقعت في خطأ سياسي جسيم. واعترف أباظة خلال المؤتمر بأن التغييرات المتسارعة في الساحة السياسية تتطلب من الأحزاب إيجاد صيغة سياسية جديدة وإعادة النظر في الصيغة القائمة لاستخدامها في صياغة عقد اجتماعي جديد بالطرق الشرعية.. وأشار إلي أن إيجاد هذه الصيغة سيكون من خلال حوار اجتماعي واسع.. واستطرد: لا ندعي احتكار الحقيقة لذا لجأنا للحوار.